الوقفات التدبرية

*ما الفرق بين ذكر التنوين وحذفه فى الآيتين(وَلَبِثُوا فِي...

*ما الفرق بين ذكر التنوين وحذفه فى الآيتين(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) الكهف)و(بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ (259) البقرة) ؟ يقولون سنين شمسية وقمرية. سنين بدل، لو أضفنا نقول مائة سنة لكن فى الكهف ليست مضافة، ثلاث مائة لم تضفها حتى تقول ثلاث مائة سنة، هذا بدل وليس تمييز عدد. ﴿سنين﴾ بدل لأن تمييز العدد له أحكام بعد المائة والألف يكون مفرد مضاف إليه (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا (14) العنكبوت) (بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ (259) البقرة) ﴿ثَلَاثَ مِائَةٍ﴾ نوّن لأن هذا أمر عجيب فنوّن، هذا تنوين التمكين لكن الغرض منه، لماذا لم يضف؟ لأن الأمر يدعو إلى العجب والتعجيب ﴿ثَلَاثَ مِائَةٍ﴾ أبهمت ويسمى الإيضاح بعد الإبهام. إذا قلنا ﴿ثَلَاثَ مِائَةٍ﴾ السامع لا يتوقع أو لا ينتظر منك شيئاً آخر لأنه لو أردت أن تضيف لأضفت بعد المائة، إذن انتهى السائل فإذا جئت بالبدل تكون أتيت بشيء جديد ما كان يتوقعه قالوا الإيضاح بعد الإبهام. *قال تعالى :﴿وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ﴾ ما دلالة استخدام الواو ؟ عندنا العطف على مقدر موجود في القرآن كثيراً. مثال قوله تعالى:(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ (259) البقرة) ﴿ولنجعلك﴾ على ماذا مععطوفة؟ عندما أحيا الله تعالى العزير هل أحياه فقط ليجعله آية للناس؟ هنالك أمور أخرى ذكر الآن منها ﴿ولنجعلك آية للناس﴾، لما نجد العطف مقدر على محذوف نفهم أن هناك أموراً أخرى لم يذكرها الشرع. * كيف نفهم التقدير المحذوف في هذه الآية ﴿لم يتسنه﴾؟ إفهم أو إعلم؟ هو كان مستغرباً ﴿أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾، لتؤمن وترى ونجعلك آية للناس لأنه سال سؤالاً ﴿أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ قال تعالى سنميتك ثم نحييك حتى تعلم ولنجعلك آية. يذكر المهم هنا والمقصود. * في سورة البقرة يقول الله سبحانه وتعالى (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا (259)) في قراءة عاصم وفي قراءة ورش ﴿كيف نُنشرها﴾ و ﴿كيف نَنشرها﴾ فما هو الفرق في المعنى بين الكلمتين؟ قال تعالى (قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) البقرة). نُنشزها هذه قراءة حفص التي عندنا أنه نرفعها،أي نردها إلى أماكنها لأنه لما الحمار مات سقطت ، كيف نُنشزها يعني نرفعها من مكانها ونضع كل واحدة في مكانها، كل عظمة ترجع إلى مكانها ، رأى العظام وهي تُرفع وتتكون مع بعضها مكوّنة الحمار؟ سبحان الله! أمّا نُنشرها يعني نحييها من النشور (ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ (22) عبس) يعني أحياه. الإثنتان فيهما إحياء لكن مراحل، يرفعها ثم يُحييها. نَنشرها النشر ضد الطيّ كأنها كانت مجموعة نبسطها. العظام كانت مجتمعة ينشرها ويرفعها ويحييها.تدور الدلالة في فلك واحد حول الإحياء، لكن كل واحدة لها دلالة، نُنشزها يعني نرفعها من مكانها، نُنشرها نحييها، نَنشرها نبسطها.القراءت هذه طبعاً توقيفية ليس فيها اجتهاد أبداً. أول شرط للقراءة صِحَة السند، هذا الشرط الأول.

ﵟ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ ۖ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﵞ سورة البقرة - 259


Icon