الوقفات التدبرية

*متى يستعمل جمع القلة وجمع الكثرة في القرآن الكريم مثل كلمتي...

*متى يستعمل جمع القلة وجمع الكثرة في القرآن الكريم مثل كلمتي ﴿سنبلات﴾ و﴿سنابل﴾ ؟ القاعدة النحوية أن يكون جمع القلة للقلة وجمع الكثرة للكثرة. مثل ﴿دراهم معدودة﴾ جمع قلة و(دراهم معدودات) جمع كثرة، و﴿أربعة أشهر﴾ جمع قلة و﴿عدة الشهور﴾ جمع كثرة، ﴿سبعة أبحر﴾ جمع قلة و﴿وإذا البحار سُجّرت﴾ جمع كثرة، (ثلاثة آلآف) جمع قلة و﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت﴾ أكثر من عشرة جمع كثرة. جمع المذكر السالم والمؤنث السالم من جموع القِلّة خاصة إذا كان معه جمع آخر يدل على الكثرة فإذا لم يكن معه جمع آخر يستخدم للقليل والكثير. مثلاً جمع ساجد ساجدون وسُجّد وسجود . عندنا أكثر من جمع فتكون ساجدون للقلة لأنه يوجد مجموع للكثرة والجموع في العربية 47 منها 4 للقلّة (أفعُل، أفعال، فِعلة، أفعِل) والباقي للكثرة. ويجوز أن يستعمل القلة للكثرة والكثرة للقلة حسب المقام أما في القرآن قد يُعطى وزن القلة للكثرة والعكس لأمر بليغ. سنبلات قِلّة وسنابل للكثرة. العدد واحد سبع وسبع في الآيتين فلماذا استعمل القِلة مرة والكثرة مرة؟ وقد جاء في سورة البقرة (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {261}) سبع جمع قلة استعملت مع جمع كثرة لأنها في مقام مضاعفة الأجور والتكثير. وفي سورة يوسف (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ {43}‏) سبع استعملت مع جمع القلة ﴿سنبلات﴾ لأن الآية تتحدث عن رؤيا ولا مجال للتكثير فيه إنما هو مجرد حلم لذا استعملت بمعنى القلة ونقلها كما هي ﴿سنبلات﴾ فالسياق في مقام ذكر حادثة كما هي. وتستعمل للمقارنة بين معنيين مثل: قيام جمع كثرة وقائمون جمع قلة وكذلك أعين للبصر وعيون للماء، والأبرار جمع قلة وهي تستعمل للمؤمنين فقط (إن الأبرار لفي عليين) والبررة جمع كثرة وهي تستعمل للملائكة فقط لأنهم أكثر ﴿كرام بررة﴾. وقوله تعالى ﴿دراهم معدودة﴾ مناسبة مع كلمة (بخس في قوله (وشروه بثمن بخس) في سورة يوسف (أكثر من عشرة فهي كثرة) لكن حتى لو دفعوا أكثر من عشرة دراهم يبقى ثمناً بخساً. وقوله ﴿أياماً معدودات﴾ في آية الصيام في سورة البقرة، قللّها فهي أيام معدودات ليس كثيرة وهنا تنزيل الكثير على القليل، وقد قلل أيام الصيام لكن أجرها كبير.

ﵟ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﵞ سورة البقرة - 261


Icon