الوقفات التدبرية

****تناسب فواتح سورة الدخان مع خواتيمها**** في أولها (حم (1)...

****تناسب فواتح سورة الدخان مع خواتيمها**** في أولها (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)) وفي آخرها (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)) الكلام في البداية عن القرآن (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)) وآخرها (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)) أيضاً عن القرآن. وفي أولها (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)) وفي آخرها (فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)) صاحب الشك يترقب ماذا سيحصل له. ارتقب بمعنى انتظر. هم في شك فارتقب إنهم مرتقبون، الشك يترقب ماذا سيحصل؟. هم وهو، أخبر عنهم ثم أمره، هم في شك أنت ارتقب ماذا سوف يحصل في شكهم ما نتيجة هذا الشك؟ ما مآله؟ هم في شك فارتقب أنت. *****تناسب خواتيم الدخان مع فواتح الجاثية***** في خاتمة الدخان قال (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)) الكتاب وفي الجاثية (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)) الكلام عن الكتاب. قال في الدخان ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ وذكر في أول الجاثية ما يدعو إلى التذكّر (إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)) بيّن وذكر أموراً تدعو إلى التذكّر قال ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ في خاتمة الدخان وبيّن في الجاثية ما يدعو إلى التذكر من الأمور التي ينبغي النظر إليها. لماذا لم تأت هذه التكملة مع النسق الذي سبقها من آي القرآن الكريم في السورة السابقة؟ هي الآن في موطنها هي ترتبط من ناحيتين ترتبط في سياق السورة ذاتها بالآية التي قبلها والآية التي بعدها وفي سياق الآية هذا من ناحية وترتبط من ناحية أخرى بالسورة التي قبلها، إذن هنالك تناسب الآيات والسور الآيات متناسبة والسور أيضاً متناسبة وذكرنا سابقاً تناسب أول السورة مع خاتمتها لكن كل موضع يكون في سياقه. يعني الآية مترابطة مع الآية التي قبلها والتي بعدها والسورة كلها مترابطة مع بعضها ومترابطة مع السورة التي قبلها والسورة التي بعدها.

ﵟ فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ﵞ سورة الدخان - 59


Icon