الوقفات التدبرية

(ما كذب الفؤاد ما رأى (11) أفتمارونه على ما يرى(12)): ما اللمسة...

(ما كذب الفؤاد ما رأى (11) أفتمارونه على ما يرى(12)): ما اللمسة البيانية في اختيار كلمة (المراء) ؟ ورد قبل هذه الآية قوله تعالى ﴿ما كذب الفؤاد ما رأى﴾ اختيار لفظ الفؤاد هو من التفؤد والتوقّد (يقال فأد اللحم بمعنى شواه) اختار الفؤاد لأن فؤاده  متوقّد ليرى كل ما حوله. أما في قوله ﴿ما كذب الفؤاد ما رأى﴾ وهو القلب المتوقّد الحار لم يقل لبصره أنه واهم فيما يرى، فؤاده  صدّق بصره يعني ما رأيته ببصرك لم يشكك به الفؤاد على توقّده فقد صدق الفؤاد البصر وما يراه البصر هو حق صادق. المرية: فيها شك. لم يقل سبحانه أفتجادلونه إنما قال أفتمارونه لأن المِرية تختلف عن الجدال، فالكفار كانوا يشككون في الرواية وليس في الأفكار كما في قوله (إن الذين يمارونك في الساعة) ﴿يمارون في الساعة﴾ أي يجادلون في الساعة لأن لا أحد رآها، أما الرؤية فهي ليست موضوع نقاش في هذه السورة ﴿أفتمارونه على ما يرى﴾ أي لا يُمارى على رؤيته  والملاحظ هنا استخدام حرف ﴿على﴾ أما في الآية السابقة استخدم الحرف ﴿في﴾.

ﵟ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﵞ سورة النجم - 11


Icon