الوقفات التدبرية

*ما الحكمة في عدم استخدام كلمة الزوجين في الآية ( وما خلق الزوجين...

*ما الحكمة في عدم استخدام كلمة الزوجين في الآية ( وما خلق الزوجين الذكر والانثى)فى سورة الليل؟ كما يأتي في معظم الآيات التي فيها الذكر والانثى كقوله تعالى:﴿ (فجعل منه الزوجين الذكر والانثى﴾(سورة القيامة) وقوله: ﴿وأنه خلق الزوجين الذكر والانثى﴾(سورة النجم) ؟(د.فاضل السامرائى) إذا استعرضنا الآيات في سورة القيامة نرى ان الله سبحانه وتعالى فسر تطور الجنين من بداية ﴿ألم يك نطفة﴾ الى قوله ﴿فجعل منه الزوجين الذكر والانثى﴾ فالآيات جاءت اذن مفصلة وكذلك في سورة النجم ﴿وأنه هو اضحك وأبكى﴾ الى قوله (انه خلق الزوجين الذكر والانثى). لقد فصل سبحانه مراحل تطور الجنين في سورة القيامة وفصل القدرة الالهية في سورة النجم أما في سورة الليل فإن الله تعالى أقسم بلا تفصيل هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قوله تعالى ﴿إن سعيكم لشتى﴾ يقتضي عدم التفصيل وعدم ذكر الزوجين. لماذا؟ لأن كلمة الزوج في القرآن تعني المثيل كقوله تعالى ﴿وآخر من شكله أزواج﴾ وكلمة شتى تعني مفترق لذا لا يتناسب التماثل مع الافتراق فالزوج هو المثيل والنظير وفي الآية ﴿إن سعيكم لشتى﴾ تفيد التباعد فلا يصح ذكر الزوجين معها. الزوج قريب من زوجته مؤتلف معها ﴿لتسكنوا اليها﴾ وكلمة شتى في الآية هنا في سورة الليل تفيد الافتراق. فخلاصة القول اذن ان كلمة الزوجين لا تتناسب مع الآية ﴿وما خلق الذكر والانثى﴾من الناحية اللغوية ومن ناحية الزوج والزوجة لذا كان من الانسب عدم ذكر كلمة الزوجين في الآية.

ﵟ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ ﵞ سورة النجم - 45


Icon