الوقفات التدبرية

*ما هي الآية الكريمة التي استعصت على الدكتور لمعرفة لمساتها...

*ما هي الآية الكريمة التي استعصت على الدكتور لمعرفة لمساتها البيانية؟(د.فاضل السامرائى) هي أكثر من آية، هما آيتان إحداها بقيت عندي أشهر وهي قوله تعالى (تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) القمر) لماذا جاءت بالتأنيث في سورة الحاقة ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ وفي القمر ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ﴾ وهي وصف للنخل في الحالتين لكن إحدى الآيتين بالتأنيث والأخرى بالتذكير. رجعت لكتب النفسير التي تقول أنها متناسبة لخواتيم الآيات لكن في نفسي أنها ليست للفاصلة وحدها وقطعاً هناك أمر غير الفاصلة ووصلت إلى إجابة وكتبتها في كتاب بلاغة الكلمة في القرآن. ثم اهتديت إليها عَرَضاً في صنعاء. عندنا قاعدة أن التأنيث قد يفيد المبالغة والتكثير يعني رجل راوية، داعية هذه فيها مبالغة مثل علام علامة، حطم حطمة، همز همزة هذه مبالغة وهذه قاعدة لغوية وتعني التكثير ﴿قالت الأعراب آمنا﴾ بالتأنيث وقال (قال نسوة في المدينة) الأعراب أكثر. قال تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20)) وقال في يوم واحد بينما في سورة الحاقة قال (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)) أيها الأكثر سبع أيام بلياليها أم يوم؟ سبع أيام فجاء بالتأنيث للدلالة على المبالغة والتكثير ثم قال في الحاقة قال (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)) وفي القمر قال ﴿رِيحًا صَرْصَرًا﴾ لم يقل عاتية فزاد العتو وزاد الأيام في الحاقة فيكون الدمار أكبر فقال خاوية لأن الخاوية أكثر من منقعر لأن كل منقعر هو خاوي والخاوي عام يشمل المنقعر وغير المنقعر فجاء بكلمة خاوية التي هي أعم من منقعر وجاء بالتأنيث للمبالغة والتكثير وصفة الرياح أقل ريح صرصر لذا قال بعدها ﴿فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ﴾. أما الآية الأخرى فاستغرقت سنوات طويلة وتحتاج لسنوات طويلة

ﵟ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ﵞ سورة القمر - 20


Icon