الوقفات التدبرية

(يقول أهلكت مالاً لبدا) هذا الذي يدّعي إهلاك المال أيحسب أن لم يره...

﴿يقول أهلكت مالاً لبدا﴾ هذا الذي يدّعي إهلاك المال أيحسب أن لم يره أحد أنه أنفق المال في أمور لا يحبّ أن يطّلع عليها الآخرين وقد تكون في أمور سرّية؟ قال لم يره أحد أي راقب الشخص لم يقل أيحسب أن لم يعلم به أحد لكنه قال يره لأن الرؤية أهمّ وأخصّ من العلم وهناك فرق بين العلم بالشيء ورؤيته. فالرؤية هي التي تدلّ على تفاصيل الأمور ومراقبتها لذا فالرؤية أخصّ. ويره هنا من المراقبة لأن الله تعالى يراقب ويعلم كل ما يقوم به المخلوقات. لماذا جاءت هنا ﴿لم يره أحد﴾ وسابقاً (لن يقدرعليه أحد) : ألم يره أحد في هذا الإنفاق والمفروض أن هذا الحسبان والإدّعاء أنه فعل ماضي (ماضي فيما فعل وما ادّعى أنه فعل)  وتأتي الآية فيما بعد (أيحسب ألن يقدر عليه أحد) بعد استكمال الأمور أي في المستقبل بعد أن يغتّر بقوته واستكمال قوته أي تأتي مستقبلاً (أيحسب أن يعتصم بهذه الأمور وأيحسب أن هذه الأمور تنجيه) لذا جاء التعبير بالمضارع وهذا ما يقتضيه السياق.

ﵟ أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ﵞ سورة البلد - 7


Icon