الوقفات التدبرية

بعد أن ذكر تعالى الأصناف واقتحام العقبة ذكر (ثم كان من الذين آمنوا)...

بعد أن ذكر تعالى الأصناف واقتحام العقبة ذكر ﴿ثم كان من الذين آمنوا﴾ لأن الشرط الأساسي هو الإيمان وجاء بـ ﴿ثم﴾ والمعروف في النحو أن ﴿ثم﴾ تفيد الترتيب والتراخي ولكن ليس دائماً فقد يكون من أشهر دلالاتها أنها لمجرد ترتيب الذكر أحياناً يؤخّر ما هو أولى مثال قوله تعالى ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا﴾ ﴿فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد﴾ قد تكون الترتيب للأخبار وليس للترتيب الزمني (تراخي رتبة الإيمان عمّا قبلها لأنه لا ينفع شيء بدون إيمان، فالإيمان أنفع من فك رقبة وهو الأول وكل ما ذُكر قبلاً لا تنفع في الآخرة إلاّ إذا كان مؤمناً. إذن الأساس أن يكون من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. في غالبية آي القرآن الكريم يأتي ذكر الذين آمنوا مقرونا بـ (عملوا الصالحات) أما في هذه الآية لم يذكر (عملوا الصالحات) وهذا لأنه سبحانه وتعالى قد ذكر الأعمال الصالحة فيما سبق من الآيات في السورة ﴿فك رقبة(13) إطعام في يوم ذي مسغبة(14)﴾ فذكر كل ما يتعلق بمكابدة المال وذكر العمل لذا كان معنى العمل واضح في الآيات.

ﵟ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﵞ سورة البلد - 17


Icon