الوقفات التدبرية

*جاء في كثير من الآيات في القرآن الكريم قوله تعالى (ينجي الله) (ننجي...

*جاء في كثير من الآيات في القرآن الكريم قوله تعالى (ينجي الله) ﴿ننجي الذين اتقوا﴾  فما الحكمة في الآية هنا (سيجنبها الأتقى)؟ هناك فرق بين التجنيب والتنجية. التنجية قد تكون بعد الوقوع في الشيء ومعاناته كما في قوله ﴿وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب﴾ يمعنى أنهم ذاقوا العذاب ثم نجاهم الله تعالى فكانت النجاة بعد الوقوع في المكروه. وكذلك قوله تعالى ﴿ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا﴾ بعدما وقعوا في النار يبنجي الله تعالى الذين اتقوا. وكذلك في قصة سيدنا يونس  ﴿فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين﴾ سورة الأنبياء، آية 88، كان قد وقع في الكرب ثم نجاه الله تعالى منه . إذن النجاة تقع بعد الوقوع ﴿ننجي الذين اتقوا﴾. أما التجنيب فهي التنحية بمعنى أنه لا يقع في المكروه أصلاً (سيجنبها الأتقى) والأتقى في المرتبة الأعلى فهو لا يقع في التجربة أصلاً. ذن مع اتقوا يستعمل القرآن لفظ (التنجية) ومع الأتقى يستعمل (التجنيب).

ﵟ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ﵞ سورة الليل - 17


Icon