الوقفات التدبرية

*(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي...

*(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) الملك) ما دلالة استعمال ﴿في﴾ بدل ﴿من﴾ في الآية؟ وفي نفس الآية ﴿لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ﴾ لماذا لم يقل لو كنا نبصر؟ هل لأن السمع يأتي بعد الدعوة مع أن القرآن الكريم حينما يريد أن يؤكد على الإعجاز يذكر إن في ذلك لآيات لقوم يبصرون؟(د.فاضل السامرائى) نعرف أن ﴿في﴾ تفيد الظرفية يعني ما كنا في أصحاب السعير أي ما كنا في عِدادهم. وهم أُلقوا في السعير هذا الكلام وقد ألقوا في السعير (إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)). ﴿من﴾ بهذا المعنى تبعيضية، في أصحاب السعير تعني أنه فيهم الآن لو قال منهم هو منهم لكن لا يقتضي أنه فيهم الآن، لما تقول في الفريق يعني هو الآن فيه لكن لما تقول من الفريق ليس نصاً على أنه في الفريق الآن. تقول هو من العراق وتقول هو في العراق، هو في العرق أي هو في العراق الآن لحظة الحديث. إذن لما قال ﴿فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ أي هم الآن في السعير لو قال من أصحاب السعير لا يعني أنهم في السعير الآن قد يكون ما زال في الصراط أو في مكان آخر. هو في الطلبة داخل معهم، من الطلبة هو واحد منهم لكن قد يكون في البيت. إذن هذا الكلام ﴿فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ أدل وأقوى على أنهم في السعير يعذبون الآن. إضافة إلى أن ﴿في﴾ ظرفية و﴿من﴾ تبعيضية. استعمال نسمع ونبصر؟ لم لم يقل نبصر مع نسمع؟ ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ﴾ هذا معناه أنه يكفي العقل والسماع للنجاة ما يحتاج للإبصار لأن الإبصار مشاهدة ومن رأى كمن سمع. هي تعبر عن حالة معينة في توقيت محدد. هو يكفي الإنسان أن يسمع أو يعقل لينجو لا يحتاج للإبصار لأنه لو شاهد لانتهى وارتفع الحجاب وليس هناك إشكال أصلاً، فمن رأى كمن سمع. يكفي في النجاة السماع. عادة في القرآن السمع يأتي مع البصر لكن هذا مختلف، هذا الآن في السعير ماذا يبصر؟ هل يبصر السعير حتى يؤمن؟ في الدنيا كان يكفيه أن يسمع أو يعقل حتى ينجو لا يحتاج إلى الإبصار، يكفي هذان الأمران للنجاة كما كثير من الناس لا يبصرون فيكفيهم السماع والعقل للنجاة. إذن ليس هناك كلمة زائدة في القرآن الكريم وكل كلمة عاشقة لمكانها فلم يكرر المتوالية في القرآن ﴿السمع والبصر﴾ هذا يرد في مكان آخر في القرآن السمع والبصر مقترنان لكن هنا السماع والعقل كافية للنجاة.

ﵟ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﵞ سورة الملك - 10


Icon