الوقفات التدبرية

* ورد أمر الاحتباك مثل قوله تعالى (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ...

* ورد أمر الاحتباك مثل قوله تعالى (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) النصر) وفي سورة أخرى في سورة نوح قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)) هنا ذكر غفاراً وهناك توابا فما الفرق؟(د.فاضل السامرائى) هو قال (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) نوح) وفي الآية الأخرى قال (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) النصر) إذن تسبيح وتحميد واستغفار. نقرأ الآية كلها ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ هذا عطف تسبيح وتحمد وعطف. إذن لاحظ السياق كيف جاء. آية النصر هذه النصر والفتح ودخول الناس في دين الله أفواجاً أفواجاً إذن الآن تحققت كل أهداف الرسالة تمت النعمة إقتضى ذلك التسبيح والتحميد والاستغفار لأن الشكر على قدر النعمة، الطاعة على قدر النعمة. أنت لما تريد أن تشكر ربك تشكره على قدر ما أنعم وأحياناً تسجد سجود شكر، الآن تمت النعمة كلها صار سبح بحمد ربك واستغفره م قال إنه كان تواباً للإشعار بأنه يتوب عليك، هذا احتباك بمعنى ﴿وتُب﴾، إشعار أنه لما قال ﴿إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ يعني وتُب. المعنى ضمناً ولذلك الرسول كان يقول "سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك". (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) نوح) هذا ابتداء، كلام سيدنا نوح يدعو قومه طلب منهم الاستغفار ما طلب منهم التسبيح والتحميد، هذه بداية الطلب.هنالك أمر هو قال ﴿فسبح﴾ أمر، وقال (استغفره) أمر وما قال فتُب. في القرآن أمر الرسول بالتسبيح في عدة مواطن (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الأعلى) (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ (98) الحجر) (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) غافر) إذن أمره بالتسبيح. وأمره بالاستغفار (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ (55) غافر) (وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106) النساء) (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (19) محمد). أمره بأن يحمد الله (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا (111) الإسراء) (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى (59) النمل) إذن هو في القرآن أمره بالتسبيح وأمره بالاستغفار وأمره بأن يحمد الله لكن لم يرد في القرآن ﴿وتُب﴾ قال (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) النورً) لم يرد في القرآن أمر للرسول بالتوبة بينما أمره بالتسبيح والاستغفار والحمد ولذلك لاحظ هنا لم يقل وتُب إنما قال ﴿إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ إشعار.

ﵟ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﵞ سورة نوح - 10


Icon