الوقفات التدبرية

ثم قال بعد القسم بيوم القيامة وبالنفس اللوامة: (أيحسب الإنسان ألن...

ثم قال بعد القسم بيوم القيامة وبالنفس اللوامة: ﴿أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه﴾ فعاد إلى القيامة. والملاحظ في هذا التعبير أنه جمع بين نفس الإنسان ويوم القيامة أيضاً كما ابتدأت السورة فقال: ﴿أيحسب الإنسان﴾ أي: أيظن ذلك في نفسه؟ لحسبان أمر نفسي داخلي، ولم يقل مثلاً: (لنجمعنك إلى يوم القيامة) أو لتبعثن) ونحو ذلك فجمع بينهما في تناسق لطيف مع بداية السورة، وهو احتيار فني رفيع. ومن الملاحظ أننا لا نجد جواباً للقسم الذي ابتدأت به السورة، وإنما نجد ما يدل عليه وهو هذه الآية. فجواب القسم محذوف ويقدره النحاة ﴿لتبعثن﴾. وهذا الحذف يتناسب هو والعجلة التي دلت عليه النفس اللوامة وجوها ـ أعني جو العجلة ـ الذي طبعت به السورة. ومن الملاحظات الأخرى في هذه الآية، أنها مرتبطة بما ورد في آخر السورة وهو قوله: ﴿أيحسب الإنسان أن يترك سدى﴾ أجمل ارتباط حتى كأنهما آيتان متتابعتان تأخذ إحداهما بحجز الأخرى.

ﵟ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ﵞ سورة القيامة - 3


Icon