الوقفات التدبرية

وقال بعد ذلك: (فإذا قرأنه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه) ومعنى:...

وقال بعد ذلك: (فإذا قرأنه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه) ومعنى: ﴿فاتبع قرآنه﴾ أي: اتبعه بذهنك وفكرك، أي: فاستمع له. والإسناد إلى ضمير الجمع هنا له دلالة إضافة إلى التعظيم الذي يفيده من الجمع ذلك أن القارئ هو جبريل، وليس الله. جاء في (التفسير الكبير) في قوله تعالى: ﴿فإذا قرآنه فاتبع قرآنه﴾ "جعل قراءة جبريل عليه السلام قراءته… ونظيره في حق محمد عليه الصلاة والسلام ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾. وجاء في (البحر المحيط): فإذا قرأناه، أي: الملك المبلغ عنا". وكذلك المبين في قوله تعالى: ﴿ثم إن علينا بيانه﴾ فالذي يبين للرسول يوضح هو الملك، فهو يقرأ بأمر الله ويبين بأمر الله فالأمر مشترك. الله هو الملك يبلغ، ولذا عبر بأسلوب الجمع، والله أعلم، وأظن أن الفرق موضح بين قوله: ﴿فإذا قرآنه فاتبع قرآنه﴾ والقول: (فإذا قرأته فاتبع قرآنه). والقول في التقديم في ﴿ثم إن علينا﴾ هو في الآية قبلها. فإن تقديم الجار والمجرور يفيد الاختصاص أيضاً ذلك أن تبين ما أشكل منه مختص تعالى.

ﵟ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﵞ سورة القيامة - 18


Icon