الوقفات التدبرية

وقال بعدها: (وظن أنه الفراق) واختيار فعل الظن اختيار مناسب غاية...

وقال بعدها: ﴿وظن أنه الفراق﴾ واختيار فعل الظن اختيار مناسب غاية المناسبة لما قبلها ولجو السورة كما ذكرنا، فهو إلى اللحظة الأخيرة في حال ظن وأمل ولا يزال فراق الحياة عنده ظناً من الظنون لا يقيناً، ومناسب لقوله: ﴿تظن أن يفعل بها فاقرة﴾ فهو في المواطنين، يفترض أن يكون في موقف علم ويقين ولكن مع ذلك لا يزال في موقف ظن. جاء في (روح المعاني): "والظن هنا عند أبي حيان على بابه وأكثر المفسرين على تفسيره باليقين. قال الإمام: ولعله إنما سمي اليقين ههنا بالظن لأن الإنسان ما دامت روحه متعلقة ببدنه يطمع في الحياة لشدة حبه لهذه الحياة العاجلة ولا ينقطع رجاؤه عنها، فلا يحصل له يقين الموت، بل الظن الغالب مع رجاء الحياة".

ﵟ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﵞ سورة القيامة - 28


Icon