الوقفات التدبرية

*ما تفسير كلمة المطهرون في الآية (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا...

*ما تفسير كلمة المطهرون في الآية (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) الواقعة)؟ (د.فاضل السامرائى) المطهَّرون هم الملائكة (والمُطهّر اسم مفعول وهي تعني مُطهّر من قِبَل الله تعالى)لأن القرآن الكريم لم يستعمل المطهرين للبشر مطلقاً وإنما يستعمل متطهرين، مطّهِرين لا يستعلمها للبشر وإنما يستعملها لأزواج الجنة (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ (25) البقرة) (فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) عبس) فإذن المطهَّرون لم تأت في القرآن للبشر إنما أتت هنا وأتت في أزواج الجنة. قالوا ربنا رد على الكفار الذين قالوا تنزلت به الشياطين قال تعالى (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) الشعراء) وقال (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)) مكنون يعني محفوظ ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ لا تستطيع الشياطين أن تمسه. هذا أمر. وثم إن من حيث اللغة ﴿لا﴾ هنا نافية وليست ناهية في هذه الجملة لا يمكن أن تكون ناهية في النحو في هذه الجملة بدليل أن الفعل مرفوع ﴿لا يمسُّهُ﴾ ولو كانت ناهية تجزم إما يقول لا يمسسه وإما يقول لا يمسَّه بالفتح (في حالة التقاء ساكنين)، لا يمكن في النحو أن تكون لا ناهية هنا في هذا الموطن وإنما نافية قطعاً من الناحية النحوية أما إذا كان هناك نص عن رسول الله  فهذا أمر آخر. ليس نهياً وإنما نفياً، نقول انصرف النفي إلى النهي وعندنا مواطن أن ينصرف النفي إلى نهي بدليل وله ضوابط لكن من دون صارف هذه ﴿لا﴾ نافية والمطهرون في القرآن لم تستعمل للبشر وإنما استعملت للملائكة أو الأزواج في الجنة. يستعمل للبشر المتطهرين والمطهِّرين. وهذه الآية وأنا لست عالماً بالحديث لا تنص شرعياً على عدم جواز مس المصحف إلا بوضوء إلا إذا كان في الأحاديث ما ينصّ على ذلك هناك حديث عن عدم جواز مس المصحف للجُنُب . وأنا أعتذر من الناحية الفقهية الشرعية لكني أتكلم من الناحية النحوية. إذا كان هناك نصٌّ يحكم فهو يحكم بدلالته لكن ليس بدلالة هذه الآية.

ﵟ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﵞ سورة الواقعة - 79


Icon