الوقفات التدبرية

* في سورة المرسلات جاء ذكر جزاء الكافرين ثم جزاء المؤمنين ثم جاء...

* في سورة المرسلات جاء ذكر جزاء الكافرين ثم جزاء المؤمنين ثم جاء قوله تعالى ﴿كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون﴾ فما دلالة هذا الترتيب؟(د.فاضل السامرائى) الأمر يحتاج إلى توضيح فسورة المرسلات جاء بخط معين هي بدأت بعد القسم (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) بذكر المشهد الأول من أحداث يوم القيامة (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)) ثم بعدها عاد إلى مخاطبة الناس وتذكيرهم ليتّعظوا فذكّرهم بنعمة الخلق وقوله ألن نهلك الأولين ، ألم نخلقكم ماء مهين.. ثم عاد إلى ذكر الجزاء حسب التسلسل جزاء المكذبين ثم جزاء المتقين وهذا تسلسل طبيعي (انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31)) ثم جزاء المتقين (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41)) ثم عاد إلى مخاطبة الناس يذكّرهم على الطريقة الأولى (كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46)) كيف يكون في الآخرة قليلاً فهذا الخطاب ليس من ضمن الجزاء وإنما خطاب للناس ليتّعظوا (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48)) . إذن المنهج الذي سار عليه في السورة هو ذكر أحداث يوم القيامة ثم تذكير الناس ثم ذكر الجزاء ثم تذكير الناس حتى يتّعظوا.

ﵟ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ﵞ سورة المرسلات - 46


Icon