الوقفات التدبرية

آية:٩٦ *ما الفرق بين مكة وبكة؟(د.أحمد الكبيسى) آل عمران 96 (إِنَّ...

آية:٩٦ *ما الفرق بين مكة وبكة؟(د.أحمد الكبيسى) آل عمران 96 (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96)) بالباء، في سورة الفتح 24 (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ (24) الفتح) لماذا هناك بكة وهنا مكة؟ المفسرون قالوا بكة هي مكة لكن لأنها تبك رقاب الأعداءهؤلاء المفسرون جزاهم الله خيراً والعلم والتنقيب والدراسات الجغرافية تقول غير هذا. عندنا مكة هي أُم القرى (وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (92) الأنعام) أم القرى كانت إلى جانبه التي هي مكة ومكة ما كانت بهذه السعة كانت بلدة صغيرة أنت لما تطير الآن فوق العالم العربي يعني أنت لما تسافر من هنا إلى عمان تجد تجمعاً كبيراً خاصة في الليل بالأضواء تجد مدينة لنقل عشرة آلأف عرشين ألف ومتناثرة حولها مجموعات صغيرة من الأنوار يعني قرى صغيرة هذه القرية الكبيرة هي أم القرى مكة التي هي مكة الآن لم تكن بهذه السعة كان مكان الحرم الحالي كانت صحراء فيها ميزة معينة يسمونها بكة لم تكن بلداً كانت مكان ليس فيه بناء فيه آثار البيت والبيت بنته الملائكة ولهذا قال تعالى (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ (127) البقرة) قال يرفع ولم يقل يبني. هذا المكان الذي فيه الحرم الآن كان يسمى بكة ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾ بالمكان الذي هو ضاحية من ضواحي مكة القديمة وكان يبعد عنها مسافة فكان في بكة وإلى جانبه مكة، مكة هذه هناك مكة وهناك وادي أربع وديان خمس مجموعات متناثرة كلها تدور في فلك مكة مكة هذه أم القرى المتناثرة كلها تدور في فلك مكة. في القاهرة عندنا مصر ومصر الجديدة عندنا بغداد وبغداد الجديدة هي قطعة من بغداد لكن لم يكن فيها بناء في سنة 1952 هذه ما كانت موجودة سابقاً ثم بنيت بعد ذلك. هناك محافظات بدأت جديدة لكن كان لها أسماء قديمة حلوان منطقة إسمها حلوان ونحن الآن في دبي هناك مناطق كثيرة كانت موجودة سابقاً ثم بنيت بعد هذا. إذن بكة التي فيها الحرم الآن كانت أرضاً خلاء لذا قال (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ (37) إبراهيم) ليس فيها أحد نهائياً لما سألت هاجر إبراهيم عليه السلام آلله أمرك بهذا؟ قال نعم قالت إذن لن يضيّعنا. إذن بكة المكان الذي بُنيَ فيه الحرم من قبل سيدنا إبراهيم وإسماعيل ولم يكن فيه بناء لهذا قال سيدنا إبراهيم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا (126) البقرة) في المستقبل لما نبي الحرم قطعاً سيأتي أناس يبنون حوله سيصير بلداً إجعل هذا البلد الذي ليس هو بلداً الآن عندما كانت بكة قال له اجعل لنا هذ البلد آمنا واستجاب الله تعالى دعوة سيدنا إبراهيم كما ساتجاب دعوته أن يبعث فيهم رسولاً منهم نبياً عربياً. إذن موقع بكة الآن في هذه البقعة التي كانت بعيدة جداً عن مكة كما هي عرفة والحجون كلها كانت أماكن بعيدة عن مكة، مكة صغير حولها سور ولهذا إذن مكة غير بكة لكن الآن توسع مكة أصبحت بكة داخل حدود مكة أصبحت بلداً بدعوة سيدنا إبراهيم. *(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) آل عمران) لقد مرّ في سورة البقرة قوله تعالى ﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل﴾ فلِمَ جاءت الآية هنا بكلمة ﴿وضع﴾ ولم يتكرر فعل ﴿يرفع﴾؟﴿ورتل القرآن ترتيلاً﴾ إعلم أن الوضع هنا هو الحطّ وهو ضد الرفع ولما كان الشيء المرفوع بعيداً عن التناول كان الموضوع قريب التناول وأُطلق هنا الوضع ليدل على دنوّه وقربه ولتهيئة إنتفاع الناس به وأُطلق الرفع في بناء إبراهيم  للبيت تشريفاً لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في رفع قواعد البيت. (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ (96) آل عمران) إذا علمت أن بكة هي مكة وأن المقصود من البيت هو الكعبة فلِمَ لم تصرِّح الآية بإسم العلم ﴿الكعبة﴾ ولِمَ جاءت بلفظ بكة دون مكة؟ أضف إلى معلوماتك أن بكة بالباء إسم موضع البيت ومكة بالميم هي إسم بقية الموضع، هذا من جهة. ومن جهة أخرى عدل عن إسم العلم وهو ﴿الكعبة﴾ إلى تعريفه بالموصولية بأنه ﴿للذي ببكة﴾ لأن هذه الصلة أشهر عند السامعين بخلاف إسم الكعبة فقد أُطلِق إسم الكعبة على القُلّيس الذي أطلقه أبرهة الحبشي في صنعاء لذا كان الإختيار الأفصح ﴿بكة﴾ لأهمية هذا المكان ولخصوصية ما يتعلق به من أحكام.

ﵟ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﵞ سورة آل عمران - 96


Icon