الوقفات التدبرية

آية (100): *(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ...

آية (100): *(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) آل عمران) - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ (149) آل عمران)ما الفرق بين الآيتين؟(د.أحمد الكبيسى) هناك تطيعوا فريقاً يعني قسم منهم، والثانية تطيعوا الذين كفروا كلهم. هاتان الآيتان تتكلمان عن موضوعين مختلفين: الموضوع الأول موضوع قانون من قوانين الكون. الموضوع الأول أن كل أمة تحاول أن تخرج الأمة الأخرى من دينها الذي تتبعه لكي تدخل في دينها هي. المسلمون يبشرون بدينهم في كل مكان وكم من اليهود دخلوا في الإسلام ونصارى دخلوا في الإسلام، هكذا عند المسيحيين عندهم مبشرون نصّروا كثيراً من المسليمن في أندونيسيا وبعض المسلمين في افريقيا وفي كوسوفا، هذا قانون من قوانين الكرة الأرضية كل دين يحاول اجتذاب أتباع الديانة الأخرى هذه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا﴾ الذي يقوم بالتبشير فريق نحن نسميهم مطاوعة دعاة شيوخ ويسمونهم قساوسة ورهبان وإرساليات، هذه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) آل عمران) حينئذ لا يمكن لهذا أن يحدث وفعلاً المسلم صعب جداً أن يرتد من كونه مسلم إلى يهودي أو مسيحي نادر جداً إلا إنه إنسان لا يهمه هذا ولا هذا من حيث أن هذا القرآن الكريم مهيمن لا يمكن واحد أن يعرف القرآن ويقتنع بالنسخة الحالية من التوراة والانجيل. هذا أمر والثانية في التعامل (إن يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ (149) آل عمران) لو تعاملتم معهم في أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو معاهدة ستخسروا ولا يمكن أن يكون هؤلاء الناس سبباً في أن تنجحوا في شيء أو تستفيدوا منهم بشيء. يعني نأخذ مثلاً أوسلو الفلسطينيون كانوا موحدين وكان لهم قيادة والعالم ينظر إليهم بإكبار وهم أصحاب حق ثم قيل لهم تعالوا إلى أوسلو وسنقيم معاهدة صلح وننشيء دولتين فصدقهم الناس ثم ذهبوا ونرى النتيجة كله راح وخسروا كل شيء وانقسم الفلسطينيون إلى أعداء بدل أن يقاتلوا عدوهم يتقاتلون فيها بينهم هذه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ فكل من يعتمد في تجارة في اقتصاد في حلف على غير المسلمين سيخسر ونحن الآن ساقطين بأيدي الغرب منذ 1917 إلى اليوم نرى ماذا يُفعل العالم الإسلامي!. إذن هذا الفرق بين ﴿إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ و﴿إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ فريقاً في الدين تبشير وغيره وأي تعامل مالي او اجتماعي أنت الخاسر ولا يمكن أن تكسب منهم درهماً واحداً.

ﵟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﵞ سورة آل عمران - 100


Icon