الوقفات التدبرية

إذن وضع الجار والمجرور في الآية الكريمة هكذا مكانه (وَأَنَّهُ...

إذن وضع الجار والمجرور في الآية الكريمة هكذا مكانه (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4))؟ يقول على الله ويقول على غيره قطعاً لا يحصر الشطط على الله تعالى فقط. اجتمع في هذا التعبير من أوصاف السوء الكثير أولاً القائل سفيه ثم أضاف السفيه إلى ضمير المتكلمين أن هذا الشخص معروف بالسفه ومشهور به ثم ضمير الشأن المتصل بـ ﴿إن﴾ وضمير الشأن المستتر بـ ﴿كان﴾ ثم هذا السفيه كان يقول يفيد الاستمرار بالقول ولم يقله مرة واحدة، في مجتمعهم كان هذا القول يكرر بينهم، إذا وقع فعل المضارع الذي يفيد التجدد والاستمرار خبر كان يسمونه استمرار أو اعتياد. ليس هذا فقط وإنما جاء بالمصدر ﴿شططا﴾ والشطط مصدر يعني جعل القول هو شطط بعينه وهذا أقوى إذن في هذه العبارة أكثر من ستة مبالغات: ضمير الشأن وسفيهنا وكان يقول للإستمرار وشططاً التعبير بالمصدر.

ﵟ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ﵞ سورة الجن - 4


Icon