الوقفات التدبرية

*إذا كان القاسط مسلم ربما تنتفي عنه صفة الإسلام؟ بحسب درجة القسط...

*إذا كان القاسط مسلم ربما تنتفي عنه صفة الإسلام؟ بحسب درجة القسط لكن القاسطون كانوا لجهنم حطباً في كل الأحوال بحسب عظم هذه الصفة فيهم بحسب درجة الصفة فيهم لكن القاسط لا ينجو من العقاب. وأيضاً إضافة إلى أن السورة وما ذُكِر فيها من معاصي وأوصاف هي أكثر ما تردد فيها من باب المظالم، قال مثلاً (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)) هذا ظلم لأن المنتظر أن يكون جزاء الاستعاذة العون لا الزيادة في الرهق، أنت تستعين بواحد فالمفروض أ، يعينك لكن هؤلاء زادوهم رهقاً إذن هذا ظلم، (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)) هذا ظلم للرسول اجتمعوا عليه بسبب عبادته لله حتى هو ما قال يدعوهم أصلاً وإنما قال في السورة ﴿يدعوه﴾ ولم يقل يدعوهم، هو  لم يتعرض لهم ولم يدعوهم إنما عبد الله يدعو الله فلماذا اجتمعوا عليه؟ لو قال يدعوهم لأمكن أن يتعرضوا له إذن هذا ظلم. (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)) هذا اعتداء في القول أنت لو قلت على أحد شططاً يكون هذا ظلم فما بالك بمن يقول على الله شططاً؟ هذا مبالغة في الظلم. (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)) لو كذبت على أحد هذا ظلم فماذا لو كذبت على الله؟! هذا ظلم أشد. حتى هذه الآية مناسبة لما قبلها قال (فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)) فالبخس ظلم والرهق ظلم. إذن كلمة القاسطون هي أنسب كلمة مع الآية ومع ما قبلها ما تردد فيها من المعاصي يعني اختيار القاسطون أولاً بيّن عظم جرم القاسطون ثم السورة مبنية على أجزاء المقابلة ثم الأوصاف التي ذكرت في السورة السمة العامة في معاصيها تتناسب مع القاسطون، الآية التي قبلها (فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)) إذن الآية تتناسب مع الآية التي قبلها ومع النسق العام للسورة يعني عموم السورة في اختيار الشيء وعدم اختيار ما يقابله تحديداً وإنما ما يتضمنه. فإذن اختيار القاسطون هو المناسب من كل جهة وهو تحذير عظيم للقاسطين بأنهم سيكونوا حطب لجهنم، هذا مصيرهم. هو بنى العذاب والجزاء على صفة القسط لا على صفة الكفر، هو بنى الجزاء والعذاب على صفة القسط والجور وليس على صفة الكفر وهذا تحذير عظيم للظالِم...

ﵟ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ﵞ سورة الجن - 14


Icon