الوقفات التدبرية

(وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم...

(وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17)) فكرة عامة عن الآية: معناها لو أنهم استقاموا على الهدى. هل هذا كلام الجن أو من كلام رب العالمين مما أوحاه إليه؟ قال (لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) فهذا مما أوحي إليه (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ (1)) انتهى كلام الجن وهذا كلام ربنا مما قد أوحى إليه. يعني لو أنهم استقاموا على الهدى (هذه عامة للجميع) الطريقة هي الهدى، لو استقاموا لوسع عليهم الرزق والماء الغدق يعني الكثير وهذا مناسب للسورة التي قبلها (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) نوح) هذه مناسبة لما قبلها. ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾ أي لنختبرهم، الفتنة هي الاختبار في الأصل، لنختبرهم كيف يصنعون مقابل هذا الغدق؟ يطيعون أو يعصون؟ هذا الرزق يطغيهم أو ماذا سيفعلون به؟ ليس كل رزق رضى من الله تعالى وقد يكون إختبار وفتنة. ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾ أي لنختبرهم ماذا سيفعل هؤلاء الخلق بما أعطاهم ربهم من النعم هل يشكرونه أو يطغون؟ حتى لما قال ربنا (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم (66) المائدة) هذا نفس المعنى يعني لو أنهم استقاموا على الطريقة ونفذوا شرع الله لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ (96) الأعراف) هي بنفس المعنى أيضاً، آمنوا واتقول يعني استقاموا على الطريقة فإذن المعنى ظاهر أنهم لو استقاموا على الهدى لوسّع عليهم ربنا وأعطاهم الكثير من الخيرات.

ﵟ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﵞ سورة الجن - 16


Icon