الوقفات التدبرية

*(إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ...

*(إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) التحريم) لما كان الخطاب للمثنى في قوله تعالى ﴿إن تتوبا﴾ فما دلالة الجمع في ﴿صغت قلوبكما﴾ ولم يقل قلباكما؟ وهل أقل الجمع اثنين؟ هذا سؤال لغوي نحوي. الأفصح في اللغة أنه إذا أضيف المثنى إلى متضمّنه (أي الذي يتضمنه) المثنى يُجمع. مثال: القلب والإنسان الإنسان يتضمن القلب، فإذن الأفصح أن لا يقال قلباكما في اللغة والشعر والقرآن مثل (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) المائدة) لم يقل يديهما، هذه قاعدة والأفصح في اللغة أنه إذا أضيف المثنى إلى متضمنه سارق وسارقة اثنان واليد متضمنة في الشخصين فلم يقل يديهما وإنما قال أيديهما بالجمع. العرب تقول أكلت رؤوس الكبشين (لا رأسي الكبشين) ومهمهين معدتين ظهراهما مثل ظهور الترسين، ظهور جمع والترسين مثنى، هذا الأفصح في اللغة وهذا مقرر في كتب اللغة وكتب النحو. الأفصح في اللغة أن يقول ﴿صغت قلوبكما﴾ وهذا يرد كثيراً في اللغة إذا أضيف المثنى إلى متضمنه فالأفصح جمع المضاف وقد وردت في القرآن في أكثر من موطن ﴿صغت قلوبكما﴾ ﴿فاقطعوا أيديهما﴾. *(إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) التحريم) هل هي صالح المؤمنين أو صالحوا المؤمنين؟ هذه المفسرون قالوا فيها احتمالان صالحوا وحذفت الواو لأن أحياناً خط المصحف يكون فيه حذف مثل هاد تأتي بحذف الياء وداع تأتي بحذف الياء، فقسم يذهب إلى أنها هي وصالحُ المؤمنين مرسومة بلا واو لكن من حيث التقدير النحوي والإعرابي قسم أجاز أن يقول صالحوا المؤمنين والواو حذفت في خط المصحف وقسم قال هي وصالحُ المؤمنين. وصالح المؤمنين هذه عامة هذا وصف وليس شخصاً واحداً. من حيث اللغة والدلالة صالح المؤمنين تصير عامة أيضاً وصالحوا المؤمنين عامة لا تنطبق على واحد وأنا أميل إلى المفرد لأنها تشمل المفرد والجمع أما صالحوا فتشمل الجمع فقط .

ﵟ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ﵞ سورة التحريم - 4


Icon