الوقفات التدبرية

*لماذا حذف المفعول للافعال: فآوى، فأغنى، فهدى مثلما حذف في فعل قلى؟...

*لماذا حذف المفعول للافعال: فآوى، فأغنى، فهدى مثلما حذف في فعل قلى؟ ذكر المفسرون هنا عدة آراء منها ان الحذف هو لظهور المراد لانه تعالى كان يخاطب الرسول  والمعنى واضح. وقسم قال انها مراعاة لفواصل الآيات حتى لا يقال آواك وأغناك وهداك فتختلف عن فواصل باقي الآيات ولكن كما سبق آنفاً قلنا ان القرآن الكريم لا يراعي الفاصلة على حساب المعنى مطلقاً وهي قاعدة عامة في القرآن: المعنى اولا ثم الفاصلة القرآنية ومثال ذلك الآية في سورة طه ﴿الهكم واله موسى فنسي﴾ وكانت الفاصلة في باقي السورة مختلفة  وعليه فان الحذف هنا جاء للإطلاق والدلالة على سعة الكرم. فآوى بمعنى فآواك وآوى لك وآوى بك وأغناك واغنى لك واغنى بك وهداك وهدى لك وهدى بك. فلو قال سبحانه وتعالى فوجدك عائلا فاغناك لكان الغنى محصوراً بالرسول  فقط لكن عندما افاد الاطلاق دل ذلك على انه سبحانه اغنى رسوله واغنى به وبتعليماته فيما خص الانفاق وغيره خلقاً كثيراً واغنى له خلقاً كثيراً وكذلك آوى الرسول  وآوى به خلقا كثيراً بتعاليمه الكثيرين وتعاليمه كانت تحض على رعاية اليتامى وحسن معاملتهم واللطف بهم وآوى لاجله الكثير من الناس لان من الناس من يؤوى اليتامى حبا برسول الله وطمعا في صحبة الرسول  في الجنة كما ورد في الحديث: أنا وكافل اليتيم كهاتين واشار الى اصبعيه. وكذلك بالنسبة للهداية فالله تعالى هدى رسوله الكريم وهدى به خلقاً كثيراً ﴿ وانك لتهدي الى صراط مستقيم﴾ وهدى له ولاجله من اراد سبحانه وتعالى. اذن خلاصة القول ان الحذف هنا جاء لظهور المراد وفواصل الآيات وسعة الاطلاق كلها مجتمعة لا يتعارض احدها مع الآخر. وكذلك تناسب سعة الاطلاق هنا قوله تعالى ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾. فالحذف هنا جاء للعموم والاطلاق في المعنى.

ﵟ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ﵞ سورة الضحى - 6

ﵟ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ ﵞ سورة الضحى - 8

ﵟ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﵞ سورة الضحى - 7


Icon