الوقفات التدبرية

هل الفعل آوى وهدى وأغنى هل يتعدى بنفسه؟ آوى فعل متعدي بذاته...

هل الفعل آوى وهدى وأغنى هل يتعدى بنفسه؟ آوى فعل متعدي بذاته (فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ (26) الأنفال) (وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ (69) يوسف). آوى متعدي وهدى متعدي (بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) لكن الحذف للإطلاق. وهذا الإطلاق لإكرام الرسول . ولو قال آواك تكون معنى واحداً وهذا يسمى الإطلاق والإطلاق هذا من أمور التوسع في المعنى واحد من أسبابه. والآية تحتمل المعاني الثلاثة آواك وآوى بك وآوى لك، وهداك وهدى بك خلقاً كثيراً وهدى لك. في سورة الضحى ما قال (وما قلاك) وهذا من باب الإكرام. قال تعالى ﴿ما ودّعك﴾ والتوديع يكون بين المتحابين فلما قال ما ودّعك يعني كما يفعل المُحِبُّ لحبيبه لكن ما قال له وما قلاك لأنه أراد أن يكرّمه. لا تقول لأحد أنا لم أشتمك ولم أسبك ولا تواجهه وإنما تقول أنا لم أشتم وهذا إكرام له أكثر من أن يواجهه بفعل السوء لأن القلى يكون بين المتباغضين بخلاف التوديع فيكون بين المتحابين. فلا يقول وما قلاك إكراماً له  فقال ﴿وما قلى﴾. إذن هو إكرام في ذِكر المفعول به في التوديع ﴿ما ودعك﴾ وفي حذف المفعول به في القلى ﴿وما قلى﴾ إكراماً وإجلالاً له من أن يناله الفعل. الحذف ﴿وما قلى﴾ فيه إكرام للرسول  وذكر المفعول في ودّعك إكرام له. أما في الآية ﴿ألم يجدك يتيماً فآوى﴾ الإيواء والهداية والإغناء (أغناك وأغنى بك وأغنى لك) أفعال متعدية وتكون هنا للإطلاق (فآوى، فهدى، فأغنى).

ﵟ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ﵞ سورة الضحى - 6


Icon