الوقفات التدبرية

(كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى (7)...

(كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى (7) العلق) ﴿كلا﴾ هي كلمة زجر فلماذا هذا الزجر ولِمَن؟ وما هو الفعل في ﴿رآه﴾ وعلى من يعود الضمير الهاء؟ وما هو معنى الآيتين؟ (د.فاضل السامرائى) ﴿كلا﴾ ليست مختصة بالزجر يمكن أن تكون بمعنى حقاً في اللغة مثل هذه الآية. يعني حقاً إن الإنسان ليطغى. قسم فسروها بمعنى حقاً وقسم قال بمعنى ألا وقسم قال لمن كفر من جنس الإنسان. فكلا ليست مختصة بالزجر، قد تكون حرف جواب مثل نعم وبلى وما إلى ذلك وتكون بمعنى حقاً (كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) المدثر) ويمكن أن تكون بمعنى ألا. * ﴿أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى﴾ من الفاعل؟ هو، أن رأى نفسه، الإنسان، رآه أي رأى نفسه. الإنسان الذي استغنى يرى نفسه . هذا تعبير سليم في اللغة. في ﴿ظن﴾ وأخواتها من خصوصيتها وتدخل معها رأى البصرية عموم أفعال القلوب ﴿ظن﴾ وأخواتها هذه لها خصيصة بغض النظر عن كونها تنصب مفعولين أو لا لها خصيصة في التعبير أنها يمكن أن يكون المفعول والفاعل شخص واحد ضمير، تقول مثلاً ظننتني، ظننت نفسي، أراني، يعني أرى نفسي (إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا (36) يوسف) ظلمت نفسين تقول رأيتك يعني رأيت نفسك هذه من خواص هذه الأفعال. رآه أي رأى نفسه رأى نفسه استغنى يطغى. * ما معنى الاستغناء؟ يرى نفسه غنياً لا يحتاج للآخرين، مستغني عنهم لا يحتاج لهم وهم قد يكونوا محتاحين إليه. * إذن هو الإنسان الذي استغنى. الفاعل والمفعول به هو (الهاء)؟ نعم هذا خاص بهذه الإفعال تقول رأيتني، ظننتني، حسبتني لكن في غير هذه الأفعال لا تقول هذا. * خاصة بأفعال القلوب. لم سميت أفعال القلوب؟ هي في الغالب قلبية ليست مشاهدة مثل خال وظن وحسب ليست أمور ظاهرة فتسمى قلبية.

ﵟ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَىٰ ﵞ سورة العلق - 6


Icon