الوقفات التدبرية

آية:١٩٩ *(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ...

آية:١٩٩ *﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ﴾ - ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ما الفرق بين الآيتين؟ أخيراً قوله تعالى (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿199﴾ آل عمران) ﴿إنّ﴾ حرف مشبه بالفعل، طبعاً هذه هي آخر آية في أيدينا من سورة آل عمران وبذلك نكون قد انتهينا من هذه السورة المباركة. ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لله﴾ يعني هؤلاء نسخة من الثلاثي الذي هو متميز ﴿وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ هؤلاء الثلاثة كلهم شاهدون على كل الأنبياء، كلهم من ملة إبراهيم حنيفاً مسلماً ﴿مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ ولهذا كل فلسفة الديانات الثلاثة هي ملة إبراهيم عليه السلام. فأنتم لا تتصورون أن أهل الكتاب من يهود ونصارى الذين شنوا عليكم الغارة والحملة وحرّفوا التوراة وحرّفوا الإنجيل وأشركوا بالله، الذي يقول المسيح ابن الله والذي يقول عزير ابن الله وحرفوها وحرفوا الكَلِم من بعد مواضعه وفي مواضعه وأنت لاحظ ﴿من﴾ للتبعيض فهم ليس كثير هؤلاء الناس لم يقل إن بعض أهل الكتاب بل قال إنّ من والفرق بين بعض ومن أن ﴿من﴾ أقل البعضية. وحينئذٍ رب العالمين يخبرنا وهذا موجود كلنا رأيناهم في كل مكان في الغرب في بلادنا هناك نصارى ويهود موحدون يعني أنا أمس أقرأ بالخليج عن بني إسرائيل واليهود فعلاً هناك طائفة قرأت مقالاً في جريدة الخليج يتكلمون عن أن هناك طائفة يهودية توحد الله عز وجل وتؤمن بجميع الديانات وموحِّدة والخ فعلاً كما الله قال وصدق الله العظيم ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾. إذاً الفرق بين ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ شهادة عظيمة في أن هنالك طائفة من أهل الكتاب اليهود والنصارى هم وفق ما عليه المسلمون مع اختلاف الشريعة. حينئذٍ دينٍ واحد يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله يؤمن بالقرآن يؤمن بمحمد يؤمن بعيسى يؤمن بالإنجيل وبالتوراة كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿69﴾ المائدة) إذاً هؤلاء موجودون إلى يوم القيامة، إذاً هذه الآية تقول ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾. آية أخرى تقول في النساء 159 (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴿159﴾ النساء) ﴿وإنْ﴾ وليس ﴿وإنّ﴾، هذه الآية تتحدث عن من ينكر سيدنا المسيح وخاصة من اليهود باعتبار أن اليهود هم الذين ادعوا أنهم صلبوه وقتلوه وكفّروه وما آمنوا به وإلى هذا اليوم استطاع اليهود أن يُصهينوا ملايين النصارى وحينئذٍ هذا المسيحي المتصهين يعتبر مرتداً عن الدين المسيحي لكن الله سبحانه وتعالى يثبت بأنه قال ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ ما في واحد من اليهود ممن ينكر سيدنا عيسى إلا قبل أن يموت وهو في حالة الاحتضار كما قال تعالى (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ الواقعة) تلك الدقائق القليلة تساوي العالم كله تساوي عمرك كله (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿22﴾ ق) حينئذٍ سوف ترى السيد المسيح عليه السلام في تلك الثواني وتؤمن تقول آمنت بأن عيسى رسول الله ولكن حيث لا ينفعك إيمانك ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ﴾ من أجل ذلك قال ﴿وَإِنْ﴾. هناك إنّ من أخوات إن مشددة للتأكيد وتأكيدان إنّ واللام ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ﴾ ﴿لمن﴾ داخلة على خبر ﴿إنّ﴾. الثانية هذه نافية ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ هكذا هو الأمر إذاً من أجل هذا نحن نعلم بأن هناك طائفة من أهل الكتاب اليهود والنصارى عقائدهم سليمة لم يرتدوا ولم يحرفوا ولم يشركوا وهذا من قوانين لله سبحانه وتعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) أخبرنا أن الأمة أيضاً ستدخل في متاهات كما هو الآن الأمة الآن في متاهاتها كما قال صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى تكثر فيكم الفتن وفتن يرقق بعضها بعضاً كلما جاءت فتنة قال المؤمن هذه مُهلِكتي حتى إذا جاءت التي بعدها رقت الأولى) هكذا هو الأمر لكن تبقى طائفة من هذه الأمة لا تكفر ولا تشرك ولا تقتل ولا تلوث يدها بدم مسلمٍ أبداً وتحترم الديانات جميعاً وتحفظ وصية الله ورسوله بأهل الكتاب (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴿46﴾ العنكبوت) والنبي صلى الله عليه وسلم آخر ما قال (أوصيكم بذمةٍ محمدٍ خيراً) والقرآن الكريم وفق بين الديانات الثلاثة ووحدها (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿6﴾ الصف) من فضل الله 99 وتسعة أعشار من هذه الأمة تؤمن بهذا أن سيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا محمد هم ثلاثة مراحل لدين واحد الذين يؤمنون بهذا الذي نؤمن به قِلّة من أهل الكتاب ﴿فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا﴾ الذين اهتدوا من أهل الكتاب وآمنوا بجميع الرسل (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴿285﴾ البقرة) قِلّة، قال ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ لماذا سريع الحساب؟ لأنه يعلم كل دخائل الناس (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ﴿16﴾ ق) رب العالمين ليس في حاجة إلى أن يقرأ الأعمال يعلم كل شيء ولهذا فإن حسابه سريع جداً يعني أقرب إليك من أن يرتد إليك طرفك، هذا الفرق بين ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ وبين ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾.

ﵟ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﵞ سورة آل عمران - 199


Icon