الوقفات التدبرية

*سورة العصر (إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)) ثم يستثني (إِلَّا...

*سورة العصر (إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)) ثم يستثني (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)) بالجمع وليس بالإفراد لم يقل إلا الذي آمن؟ الإنسان جنس وليس المقصود به واحد من الأفراد، لا يعني به شخصاً واحداً معيناً وإنما هو إسم جنس والجنس عام يشمل الكثير وليس واحداً وإنما يدل على عموم الجنس ولا يقصد شخصاً معيناً. عندنا أل الجنسية وأل العهدية، تقول اشتريت الكتاب. (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7) السجدة) لا تعني واحداً، الإنسان يشمل الجنس كله تقتطع منه من تشاء وما تشاء فالذين آمنوا هذا مستثنى من الجنس الذي هو أكثر من هؤلاء. (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) هود) الذين شقوا جنس وليس واحداً لذا قال (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ  (106)) (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا (108))، الخلق هكذا منهم أشقياء ومنهم سعداء هو أراد الجنس والجنس أعم من الجمع وقد يكون الجمع مجموعة من الجنس فالرجال مجموعة من جنس البشر لذا الجنس أعم ولذلك عندنا استغراق الجنس. لذا لما قال الذين آمنوا هم مجموعة من الجنس وهناك آخرون. وقال ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾ التواصي أكثر من واحد وإلا كيف يتواصى؟ إذن لما قال ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ هذا من الجنس وعندما قال ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾ يقتضي أن يكون هنالك أكثر من واحد. إذن الإنسان إسم جنس يدل على الجمع وهو أعمّ. حتى في النحو لما تأتي بلا النافية للجنس عندما تقول لا رجل أوسع من لا رجال، عندما يقول لا رجال نفى الجمع لكنه لم ينف المفرد والمثنى لكن لما نقول لا رجل نفى الجمع والمفرد والمثنى، لا رجل نفى الجنس كله لا واحد ولا اثنان ولا أكثر وإنما مطلقة.

ﵟ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﵞ سورة العصر - 3


Icon