الوقفات التدبرية

قوله تعالى:{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ...

قوله تعالى:﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيم﴾[البقرة:49] . وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيم﴾[إبراهيم:6]. ففي الآية الأولى قال:﴿يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ ﴾، وفي الثانية قال ﴿ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ ﴾بالعطف بالواو، وفائدة الواو أن القول في الآية الثانية لموسى عليه الصلاة والسلام، وهو في مقام تعداد أنواع امتحانات بني إسرائيل، وتذكيرهم بنعم الله عليهم، ودعوتهم لشكرها، فذكر منها أن آل فرعون ساموهم سوء العذاب بتكليفهم إياهم بالأعمال الشاقّة، حيث جعلوا منهم عمالاً ينحتون السواري من الجبال حتى قرحت أعناقهم وأيديهم وظهورهم من قطع الحجارة ونقلها وبنائها ، فنجاهم الله تعالى من هذا العذاب السيء ، ومن تذبيح أبنائهم واستحياء نسائهم، ولذلك أتى بالعاطف؛ ليؤذن بأن إسامتهم العذاب مغاير لتذبيح الأبناء وسبي النساء، وهو ما كانوا عليه من التسخير.أما في آية سورة البقرة فالخطاب من الله سبحانه وتعالى، فأبدل﴿ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ ﴾ من قول:﴿ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ﴾ فوقع تفسيراً وتوضحيهاً له.

ﵟ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﵞ سورة البقرة - 49

ﵟ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﵞ سورة إبراهيم - 6


Icon