الوقفات التدبرية

قوله تعالى : " فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ...

قوله تعالى : " فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) " مريم 29 . لا يصح أن تكون " كَانَ " ههنا ناقصة بمعنى : حصل ذلك في الزمن الماضي , و انقطع , فتكون مثل قولنا : كان القمر طالعا ؛ لأن " كَانَ " في الآية لو كانت على معناها الأصلي لما كانت لعيسى ابن مريم - عليه السلام - فيه معجزة ؛ لأن قول قومه يكون بعد أن كبر , وصار رجلا , وليس هذا هو المراد , بل إن سؤال قومه حصل و عيسى - عليه السلام - في المهد , حيث من هو في سنِّه لا يتكلم , ومع ذلك تكلم عيسى - عليه السلام - ولذلك فــ " كَانَ " في الآية تامة بمعنى ﴿ وجد ﴾ , ويكون صبيا ( حالا ) . وقيل : إن " كَانَ " في الآية زائدة , والتقدير : كيف نكلم من في المهد صبيا , وزيدت " كَانَ " كان هنا التوكيد , فيكون المعنى : كيف نكلم من تأكد استقراره في المهد صبيا ؟ , ولو لم تقدر " كَانَ " زائدة ولا تامة لانتفت المعجزة عن عيسى - عليه السلام - ؛ لأن كل رجل يمكن أن يقال عنه : كان فلان في المهد صبيا , أي : كان , ثم صار رجلا . والله اعلم .

ﵟ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﵞ سورة مريم - 29


Icon