الوقفات التدبرية

قوله تعالى : " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ...

قوله تعالى : " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) " طه 80 . قوله : " الْأَيْمَنَ " بالنصب صفة لـ " جَانِبَ " , فالطور واحد , وله أكثر من جانب , و لو جر قارئ : " الْأَيْمَن " لصار صفة للطور , وهذا خطأ ؛ فالطور واحد , وليس هناك طور أيمن , وآخر أيسر , ولا إشكال في قوله تعالى : " وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) " مريم 52 ؛ لأن الموصوف مجرور , لكنه يظل صفة لجانب ,, ووصف الجانب بالأيمن تشريف لموسى - عليه السلام - لاشتقاقه من اليمن . وتأملوا قول الله تعالى في آية أخري : " وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) " القصص 44 , و هذا خطاب لرسولنا - صلى الله عليه وسلم - , فلم يقل ههنا : ( بالجانب الأيمن ) تشريفا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصفه بما قد يوهم أنه ينفي عنه كونه بالجانب الأيمن , المشتق من اليمن , أو يسلب عنه لفظا مشتقا من اليمن , أو مشاركا لمادته , فأبدل بها " الْغَرْبِيِّ " . فالله أكبر ! ما اعظم هذا البيان !!!! .

ﵟ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ﵞ سورة طه - 80

ﵟ وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ﵞ سورة مريم - 52

ﵟ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﵞ سورة القصص - 44


Icon