الوقفات التدبرية

قوله تعالى : " وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ...

قوله تعالى : " وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) " السجدة : ٢٠ . حيث أعاد ذكر النار مرة أخري ، فقال : " وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ " بعد قوله : " فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ " ، قال ابن الحاجب رحمه الله : " إن سياق الآية التهديد والتخويف وتعظيم الأمر ، وفى ظاهر لفظ ﴿ النار ﴾ من ذلك ما ليس فى الضمير ، ألا تري إلي قوله : لا أري الموت يسبق الموت شئ .... نغص الموت ذ ا الغني والفقيرا انتهي كلامه . فكرر الموت ثلاث مرات مع إمكان إضماره بدلا من إضهاره . وهذا القول لابن الحاجب غير دقيق ؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – قد أتي بضميرها مرتين قبل ذلك حين قال : " أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا " وقال : " أُعِيدُوا فِيهَا " , ولو كان الإظهار لمراعاة التهديد والتخويف لأظهر فيهما بدل الإضمار , لكن الصحيح أنه أظهر الاسم بدل إضماره لأنه وقع فى جملة محكية لما يقال لهم يوم القيامة عند إرادتهم الخروج من النار , فلا يناسب ذلك وضع الضمير موضع الظاهر , فذكر النار أولا آت بخبر الله تعالى عن مأوى الكافرين , ولذلك لما أعاد الحديث عنها مرة ثانية فى سياق خبره أعاده مضمرا , أما ذكر النار مرة أخري دون إضمار فهو قول الملائكة الذي لم يبن علي حديث سابق عن النار . والله أعلم .

ﵟ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﵞ سورة السجدة - 20


Icon