الوقفات التدبرية

قوله تعالى: ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ...

قوله تعالى: ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[الممتحنة: 7] . بعد أن نهى الله عباده المؤمنين عن محبة الكافرين – ولو كانوا من أقاربهم – فتح باب الرجاء لهم في إسلام أقاربهم وأعدائهم, ولذلك ختم الآيه بقوله: ﴿وَاللَّهُ قَدِيرٌ ﴾, أي: على جعلهم يسلمون, وقوله:﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾, أي: للداخلين منهم في الإسلام, ويغفر لهم ذنوبهم التي اقترفوها بكفرهم. والله أعلم. وأخيراً تأملوا قوله تعالى: ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ﴾, هذه كناية في غاية الروعة عن قرب دخول هؤلاء الكفار في الإسلام الذي يمحو كل العداوات السالفة, والكره الشديد من قلوب المسلمين لأعدائهم عند دخولهم في الإسلام؛ لأنه كان نهى عن موادتهم وعن اتخاذهم أولياء حين كانوا على الكفر, ولا سبيل إلى إعادة المودة بينهم إلا بهدايتم للإسلام؛ ليصيروا إخواناً لهم في الدين, يربط بينهم رباطه الوثيق محبة ومودة لا تنفصم عراها، ولا ينقطع مداها. والله أعلم.

ﵟ ۞ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﵞ سورة الممتحنة - 7


Icon