الوقفات التدبرية

قوله تعالى:﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾[الضحى:8] حيث يجعل...

قوله تعالى:﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾[الضحى:8] حيث يجعل النحويون هذه الآية الكريمة شاهدا على حذف المفعول به لتناسب الفواصل؛ فالآيات الاولى من تلك السورة مختومة بالألف المقصورة، وكان الأصل في الآية أن يقال: (وما قلاك). والصحيح أن النظم القرآني ليس مبنيا على أسس لفظية فقط، فهذه الآية الكريمة التي بين أيدينا لو تدبرناها لتبين لنا أن الله –سبحانه وتعالى- ذكر الضمير العائد على الرسول صلى الله عليه وسلممن أن يواجه بالقلى، وهو البغض، حتى لو كان ذلك في سياق النفي؛ لما فيه من الطرد والإبعاد وشدة البغض، ومن نعم الله تعالى على الرسول صلى الله عليه وسلمأنه يرفق به إذا عاتبه، ومن ذلك قوله: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾[التوبة: 43]، تأملوا –رحمني الله وإياكم- كيف قدم الله تعالى عفوه على عتابه لرسوله صلى الله عليه وسلم.  أما التصريح بالمفعول مع التوديع في آية سورة الضحى فلأن التوديع لا محذور فيه، بل أنه لا يكون إلا بين المتحابين، ولذلك صرح الله تعالى بالضمير، فقال: ﴿مَا وَدَّعَكَ ﴾. والله أعلم.

ﵟ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ ﵞ سورة الضحى - 8

ﵟ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﵞ سورة التوبة - 43


Icon