الوقفات التدبرية

قوله تعالى : رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ...

قوله تعالى : رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ » [التوبة: ۸7] . الكلام في هذه الآية عن أولي الطول الذين استأذنوا الرسول صلى الله عليه وسلم في القعود، وقالوا كما أخبر الله تعالی عنهم : (وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ » [التوبة: 86]، فهم أصحاب قدرة على الجهاد، ولديهم وفرة في المال، وقوة في النفس، لكنهم مالوا إلى الراحة، وأخلدوا إلى الدعة، وأشفقوا من الحر، وجهلوا أن الراحة الحقة هي في متابعة الرسول و وتحمل تعبها، وأن الاعة الحقة تكون في المسير معه وتحمل مشقته، ولكن هذا النظر البعيد لا يفقهه كثير من الناس، ومنهم هؤلاء المتخلفون ، فاستحقوا أن يوصفوا بأنهم لا يفقهون؛ لأن عقولهم لم ترق بهم إلى التمييز بين الأمرين؛ ولذلك قال الله تعالی قبلها : فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ» [التوبة: ۸1].

ﵟ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﵞ سورة التوبة - 87


Icon