الوقفات التدبرية

وتأملوا - رحمني الله وإياكم - قوله تعالى : إِنَّمَا السَّبِيلُ...

وتأملوا - رحمني الله وإياكم - قوله تعالى : إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } [التوبة: 93] ففي هذه الآية قال : فهم لا يعلمون ، وفي الآية السابقة قال : و فهم لا يفقهون ، والسبب في ذلك - والله أعلم أن هذه الآية نزلت في قوم لا يعلمون ما أعد الله تعالى لكل ذي عمل خالص لوجهه من الأجر والمثوبة، ذلك الذي عقله الذين أتوا إلى رسول الله ليحملهم معه إلى الجهاد ، فقال لهم : لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ » [التوبة: 92] ، أما هؤلاء المتخلفون فحالهم تشعر بجهلهم بما أعده الله تعالى للمجاهدين في سبيله من أجر ومثوبة، ولذلك ختم هذه الآية بقوله : ( فهم لايعلمون وههنا تنبیه تجدر الإشارة إليه، وهو أنه في آية التوبة التي ذكرتها أولا قال : وطبع على قلوبهم ، وفي الثانية قال : وطبع الله على قلوبهم ، فالأولى مبنية للمجهول، والثانية مبنية للمعلوم، والسر في ذلك . والله أعلم أن الآية الأولى بقت بقوله : ( وإذا أنزلت سورة ا ببناء الفعل في أنزله للمجهول، فتاب أن يبنى طبعه للمجهول أيضا.

ﵟ ۞ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ۚ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﵞ سورة التوبة - 93

ﵟ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﵞ سورة التوبة - 92


Icon