الوقفات التدبرية

قال تعالى في سورة الحجر: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾ [الحجر:...

قال تعالى في سورة الحجر: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾ [الحجر: 46]، وقال في سورة ق: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ﴾ [ق: 34]. سؤال: لماذا ذكر الأمن في سورة الحجر، فقال ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾ ولم يقل مثل ذلك في آية (ق)؟ الجواب: هناك ما حسن ذكر الأمن في آية الحجر، ذلك أن الآية وردت في سياق قصة آدم وإبليس وانتهت بإخراج آدم من الجنة، فكان من المناسب أن يؤمنهم ربنا من ذلك، ومن كل ما يُخشى منه وأنه لا يصيبهم ما أصاب أباهم حين كان في الجنة ثم أحرج منها. وقوي هذا المعنى بقوله: ﴿وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ [الحجر: 48] تمكيناً لهذا المعنى في نفوسهم وإرغاماً لإبليس وزيادة في إغاظته، وهو من لطيف المناسبات. وليس السياق في (ق) في مثل ذلك، وإنما ذكر مجيء الموت، وفرار الإنسان منه فقال: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ [ق: 19]. فناسب ذكر الخلود الذي لا موت فيه والذي هو مطمع الإنسان وغاية رغبته، فقال: ﴿ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ﴾ فكان كل تعبير في مكانه أنسب. (أسئلة بيانية في القرآن الكريم - الجزء الأول – صـ 105)

ﵟ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ﵞ سورة الحجر - 46

ﵟ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﵞ سورة ق - 34


Icon