الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية *(فأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى* فسنيسره...

برنامج لمسات بيانية *(فأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى* فسنيسره للعسرى) تقابل هذه الصفات ما قبلها في الآية التي سبقت. وقد أورد الله تعالى امرين: الشيء ونقيضه فقال سبحانه: فأما من أعطى مقابلها فأما من بخل، واتقى مقابلها واستغنى، وكذب بالحسنى مقابل وصدق بالحسنى. والسورة كلها قائمة على التقابل: الليل والنهار، يغشى و تجلى، الذكر والانثى.. استغنى مقابل اتقى لأن المستغني لا يحذر شيئاً ولا يحترس والاستغناء مدعاة للطغيان كما في قةله تعالى: ﴿إن الانسان ليطغى(6) أن رآه استغنى(7)﴾ والذي يطغى لا يحذر لأنه لو كان يحذر لما طغى أصلاً والمتقي يحذر ويحترس أما الطاغية فلا يحذر والطغيان مدعاة ااتعسير على الآخرين. كذب بالحسنى جاءت مقابل صدق بالحسنى، وكذلك جاءت ﴿فسنيسره للعسرى﴾ مقابل ﴿فسنيسره لليسرى﴾ ولم يقل نعسره للعسرى لأنها تفيد الثناء على عكس المقصود بالآية أنه يعسر الامور على غيره وعلى نفسه وفي الآخرة يعسر عليه دخول الجنة. وفي العسرى كما في اليسرى لم يذكر سبحانه وتعالى موصوفاً فتركها مطلقة وأعسر العسرى هي النار أعاذنا الله منها جميعا. والسورة بكاملها تفيد الاطلاق (يغشى ولم يحدد ماذا يغشى، تجلى ولم يحدد ماذا تجلى، الذكر والانثى ولم يحدد اهما للبشر فقط او لسائر المخلوقات، سعيكم لشتى ولم يحدد من عمل صالحاً مثلاً انما السعي على اطلاقه) فخط السورة اذن هو خط الاطلاق والعموم من أولها إلى آخرها. كما أنه لم يحدد الحسنى كذلك لم يحدد اليسرى ولم يحدد العسرى وحتى ﴿من أعطى واتقى﴾ لم يحدد العطاء والاتقاء.

ﵟ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ ﵞ سورة الليل - 8


Icon