برنامج لمسات بيانية
قال تعالى في سورة مريم: ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا٤٥﴾ [مريم: 45].
سؤال: لماذا قال: ﴿أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ﴾ وكان الأنسب فيما يبدو أن يقال: عذابٌ من الجبار أو المنتقم ونحو ذلك؟
الجواب:
1 – لقد قال قبل هذه الآية: ﴿يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا٤٤﴾ [مريم: 44] فذكر اسم الرحمن.
2- إن اسم الرحمن تكرر في هذه السورة (16) ست عشرة مرة، وهي أكثر سورة في القرآن تردد فيها هذا الاسم.
3- إن جو السورة يشيع فيه الرحمة من أولها إلى آخرها فهي تبدأ بالرحمة: ﴿ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُۥ زَكَرِيَّآ٢﴾.
وتنتهي بالرحمة: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا٩٦﴾.
ويفيض جوها بالرحمة: ﴿وَلِنَجۡعَلَهُۥٓ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةٗ مِّنَّاۚ﴾ (21).
﴿وَوَهَبۡنَا لَهُم مِّن رَّحۡمَتِنَا وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ لِسَانَ صِدۡقٍ عَلِيّٗا٥٠﴾.
4- ثم إن إبراهيم قال بعد ذلك لأبيه ﴿قَالَ سَلَٰمٌ عَلَيۡكَۖ سَأَسۡتَغۡفِرُ لَكَ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ بِي حَفِيّٗا٤٧﴾.
فلا يحسن أن يقول: أستغفر لك الجبار أو المنتقم ونحو ذلك؛ لأن المغفرة تُطلب من الرحمن. فناسب ذكر ﴿الرحمن﴾ من كل وجه.
ﵟ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﵞ سورة مريم - 45