قال تعالي في سورة يس : ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [ يس : 65 ] .
وقال في سورة فصلت : ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [ فصلت : 20 ] .
سؤال : لماذا ختم آية يس~ بالكسب , فقال : ﴿ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ . وختم آية فصلت بالعمل , فقال : ﴿ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ ؟
الجواب : ذكر الكسب في آية يس~ لما ذكر الأيدي والأرجل , وهما آلتا الكسب , ولذلك كثيرا ما يقترن الكسب بالايدي , قال تعالي : ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [ الروم : 41 ] . وقال : ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ ﴾ [ المائدة : 38 ] . وقال : ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [ الشوري : 30 ] . وقال { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ [1] مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } [ المسد : 1 – 2 ] . وذكر العمل في فصلت لذكر السمع والابصار والجلود , وهي تشهد العمل . فناسب كل تعبير مكانه الذي هو أنسب به .
(أسئلة بيانية في القرآن الكريم
الجزء الثاني
ص : 96)
ﵟ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﵞ سورة يس - 65
ﵟ حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﵞ سورة فصلت - 20