الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية في سورة البقرة (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ...

برنامج لمسات بيانية في سورة البقرة (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)) وفي سورة قريش (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)) في آية البقرة تقديم الخوف وفي آية قريش تقديم الجوع فما اللمسة البيانية في هذا التقديم والتأخير؟ كل واحدة تدخل في سياقها (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)) قدم الخوف لأن هذه وقعت في سياق القتل والمصائب (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)) هذه في سياق القتل والمصائب فقدّم الخوف. في قريش ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾ هذه التجارة أصلاً لغرض الميرة. الأمن كان سبباً في نجاح الرحلة. حاجة قريش للطعام شديدة (بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ (37) إبراهيم) إذن هم محتاجين للطعام والتجارة وهي أصلاً الرحلة لغرض الميرة. حتى لما قال (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)) قدّم الجوع بمقابل الشتاء ﴿رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ﴾ في الصيف آمنهم من خوف لأن الناس في الشتاء يحتاجون إلى الطعام أكثر ولذلك يدخرون للشتاء. حاجتهم أكثر للطعام في الشتاء فيدخرون قوتهم. ثم الأمن جعله في إزاء الصيف لأنه يسهل فيه الغارات يخرج قطاع الطرق أما في الشتاء فأين يخرج هؤلاء؟ تخرج هوامّ ووحوش في الصيف ، فالجوع يناسب الشتاء والأمن يناسب الصيف فكلٌ جاء في رتبته وترتيبه . وبالنسبة للسياق في البقرة التقديم أولى.

ﵟ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﵞ سورة البقرة - 155


Icon