الوقفات التدبرية

﴿أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ...

﴿أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ١٨٤﴾ [البقرة: 184] * * * ﴿ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ ﴾ قال: ﴿ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ ﴾ ولم يقل: ﴿معدودة﴾ تقليلًا لها ، ولتهوينها على الصائم. وقيل: لأنه كان كذلك فقد كان ثلاثة أيام في كل شهر ، ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان . وقيل غير ذلك. ﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَر ﴾ قال: ﴿ أَوۡ عَلَىٰ سَفَر ﴾ ولم يقل: (مسافرًا) ليعم من اشتغل بالسفر ، قيل: لأنه أباح للمتهيئ للسفر والمستعد له الإفطار. قيل: بأن انشغل به قبل الفجر. والبتّ في الحكم يعود إلى الفقهاء. ﴿ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ ﴾ قيل: (على المطيقين للصيام إن أفطروا فدية) ، وكان ذلك في بدء الإسلام، لما أنه قد فرض عليهم الصوم ، وما كانوا متعودين له ، فاشتد عليهم ، فرخص لهم في الإفطار والفدية. ((وفي البخاري أنه لما نزلت هذه الآية ﴿ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ كان من شاء منا صام ، ومن شاء أفطر ويفتدي. فعل ذلك حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾)). وقيل إن الآية نزلت في الشيخ الكبير الهرم والعجوز الكبيرة الهرمة، وقد فسرت الآية على هذا بـ (يصومونه جهدهم وطاقتهم) فيصير المعنى: وعلى الذين يصومونه مع الشدة والمشقة ، فيشمل الحبلى والمرضع أيضًا. وجاز أن تكون الهمزة للسلب، كأنه سلب طاقته بأن كلف نفسه المجهود ، فسلب طاقته عند تمامه. ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ﴾: بأن زاد على القدر المذكور ، أو زاد على عدد من يلزمه إطعامه ، فيطعم مسكينين فصاعدًا ، أو جمع بين الإطعام والصوم. ﴿وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ﴾: أيها المطيقون الأصحاء ، أو المرخصون في الإفطار. وقال: ﴿وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ﴾ ملتفتًا من الغيبة إلى الخطاب ، ولم يقل: ( وأن يصوموا خير لهم) لئلا يخص المرضى والمسافرين والمرخصين. (من كتاب: قبسات من البيان القرآني للدكتور فاضل السامرائي- صـ 13: 15)

ﵟ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﵞ سورة البقرة - 184


Icon