الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن...

برنامج لمسات بيانية (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (48)) وفي آية أخرى (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (123)) في الأولى قدّم الشفاعة وأخّر العدل لأن قبل هذه الآية التي قدّم فيها الشفاعة قال (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (44) البقرة) هم يأمرون الناس بالبر ظن هؤلاء أن هؤلاء يشفعون عند الله لأنهم قد ينتفعون بما تقول، أحياناً الواعظ يعظ فيتنفع السامع وهو ما ينتفع به، فظن هؤلاء أن هؤلاء يشفعون لهم، لما يأمر بالبر وينسى نفسه لا يفعله فظن أن هؤلاء سينتفعون فما يقبل منها شفاعة، هؤلاء لا يقبل منهم شفاعة. ﴿وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ لأنه قال (وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً (41)) باعوا الدين، لما اشتروا معناها قبضوا الثمن وربنا لا يأخذ منهم كما أخذوا، لا يؤخذ منها عدل، هم أخذوا لكن ربنا لا يأخذ منهم، كلمة لا يؤخذ منها عدل بمقابل ما أخذوا هم والشفاعة بمقابل ما ظنوا لأنهم فعلوا ونصحوا وهم لم يفعلوا، فهؤلاء لا تقبل منهم شفاعة. ﴿وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ لا يقبل منها عدل ليس بالضرورة أموال (أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا (95) المائدة) أي شيء لا يُقبل منها، تلك لا يؤخذ لأنه قبض مالاً، هذه نظير تلك. * لماذا غيّر الترتيب في الآية الثانية؟ لأنها ليس فيها هذه الأمور (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (123)) ليس فيها الأمور التي في سياقها تستوجب التقديم والأخذ، الشفاعة لها ضوابط، الشفاعة ليست مطلقة لأي أحد في أيّ زمان إلا لمن ارتضى (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى (28) الأنبياء) الشفاعة المطلقة هي للرسول عليه الصلاة والسلام يشفع لأمته على العموم. والشفاعة المقيدة قد يشفع الرجل لأبيه أو أمه، ورد فيها آثار أنه يشفع. * تقديم وتأخير الشفاعة؟ موقع الأولى قال ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ﴾ محتمل أن هذه تنفعه فقدّم الشفاعة أما الثانية فليس فيها هذا.

ﵟ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﵞ سورة البقرة - 48


Icon