الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية آية (18): *ما اللمسة البيانية في استعمال صيغة...

برنامج لمسات بيانية آية (18): *ما اللمسة البيانية في استعمال صيغة المضارع مرة وصيغة الماضي مرة أخرى في قوله تعالى (من كان يريد الآخرة) و (من أراد الآخرة)؟(د.فاضل السامرائى) استعمال فعل المضارع مع الشرط يكون إذا كان مضمون أن يتكرر. أما استعمال فعل الماضي فالمضمون أن لا يتكرر أو لا ينبغي أن يتكرر. كما نلاحظ أيضاً في قوله تعالى ﴿ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد﴾ ينبغي تكرار الشكر لذا جاء بصيغة الفعل المضارع ﴿يشكر﴾ أما الكفر فيكون مرة واحدة وهو لا ينبغي أن يتكرر فجاء بصيغة الماضي في قوله ﴿كفر﴾. كذلك في قوله تعالى (من قتل مؤمناً خطأ) المفروض أن القتل وقع خطاً وللمفروض أن لا يتكرر أما في قوله تعالى (من يقتل مؤمناً متعمداً) هنا تكرار للفعل لأنه قتل عمد. * في إجابة أخرى للدكتور فاضل : ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ﴾ العاجلة هي الدنيا، من كان يريد تعني الاستمرار، من كان همّه وديدنه الدنيا فقط ولا يريد الآخرة. الاستمرار في الدنيا على إرادة الدنيا همّه ذلك، ديدنه ذلك ومستمر على ذلك، هذه ﴿عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ﴾ القدر الذي نشاؤه لا يشاؤه هو، ليس بالضرورة أن ينفذ الله له إرادته، الأمر لله، القدر الذي يشاؤه ولمن يريد ليس لكل من طلب. بينما الآخرة لا، ﴿وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا﴾ ذاك ما نشاء لمن نريد. إذن الدنيا لا يؤتيها لكل من يشاء، ﴿مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ﴾ القدْر الذي يريده ، أليس هناك فقراء عندهم؟ إذن ﴿مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ﴾ بينما الآخرة ﴿وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ﴾ ليست ما نشاء لمن نريد، فقط، الآخرة تحتاج إلى إيمان وسعي لكن الملاحظ أنه ما قال من كان يريد الآخرة وإنما ﴿أراد﴾ وهذا من رحمته سبحانه ذاك غارق في الدنيا وهذا يسعى على قدر ما يسعى وربنا يجزيه ما قال من كان يريد الآخرة وإنما قال ﴿وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ﴾ مجرد إرادته والسعي هذه رحمة عظيمة. ما قال من كان يريد الآخرة، من أراد الآخرة وسعى لها وأراد وهو مؤمن. *(مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ (18) الإسراء) هو يريد العاجلة فما دلالة ما نشاء في ختام الآية؟(د.فاضل السامرائى) ما يشاء ربنا لا ما يشاء هو. ما نشاء يعني ما يشاء الله تعالى لمن يريد بالقدر الذي يريده للأشخاص الذين يريدهم، ما نشاء يعني القدر الذي نريده ومن نريده من الناس لا من يريده هو، ما يشاء الله تعالى لمن يريد من الأشخاص بالقدر الذي يريد.

ﵟ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ﵞ سورة الإسراء - 18


Icon