الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية * في سورة يوسف (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ...

برنامج لمسات بيانية * في سورة يوسف (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)) ولما دخل في السجن قال صاحب السجن (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ (36)) وملك مصر قال (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ (43)) فما دلالة تغير الفعل رأى في الحالات الثلاث مع أنها كلها أحلام؟ (د.فاضل السامرائى) هذا نسمية حكاية الحال. التعبير بالفعل المضارع عن الماضي حكاية حال يعني يريد أن يرسم الصورة التي كانت موجودة. (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (91) البقرة) هذه حكاية حال ماضية. يبقى لماذا؟ يوسف لم يطلب تأويل الرؤيا. عندما قال ﴿إِنِّي رَأَيْتُ﴾ لم يطلب تأويل الرؤيا ولم يهتم لها بينما العزيز كان يبحث عن تأويل الرؤيا معناها أنها كانت مهمة له كان يريد تأويلها (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)) (قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ (44)) (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)) إذن هذه مهمة فيذكرها بحكاية الحال لأنها مهمة عنده يريد تأويلها. وكذلك السجن (نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)) طلبوا التأويل أما يوسف فذكر الرؤيا بشكل عادي، لم يطلب التأويل وإنما حلم مستغرب رآه وقاله. ولهذا تختلف الصيغة بقدر الاهتمام. * وإن كان الكل أحلام؟ الموقف واحد غالباً لم يتغير؟

ﵟ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﵞ سورة يوسف - 4


Icon