الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية آية (24): * (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا...

برنامج لمسات بيانية آية (24): * (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) مريم) لمن يرجع الضمير في ﴿فناداها﴾ وما المقصود بـ ﴿من تحتها﴾ و ﴿تحتك﴾ وهل وجود السريّ تحتها سبب ليمنع عنها الحزن؟(د.فاضل السامرائى) فيها أمران، قسم قال المنادي هو جبريل. كان هناك أكمه تحتها، أسفل منها (أكمه يعني مجموعة شجر) فناداها من هناك أسفل ما هي عليه، وقسم قال هو عيسى عليه السلام هو الذي ناداها باعتبار أنها ولدته فهو تحتها. قسم قال المنادي جبريل وقسم قال هو عيسى عليه السلام ﴿قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾. *وأيضاً سيدنا عيسى هو الذي قال (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)) أيضاً؟ السري أيضاً من حيث اللغة يحتمل أمرين إما أن يكون النهر لأنه يسري فيه الماء لأنه قال (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا (26)) ويحتمل السري أن يكون هو الرجل السيد رفيع الشأن والقدر. المقصود إما أن يكون النهر أو يكون الشخص. والقائل يحتمل جبريل وعيسى. والآية تحتمل. * هل تميل إلى أنه سيدنا جبريل أو سيدنا عيسى؟ أميل إلى أنه سيدنا عيسى. *الآية تحتمل لكن ليس معنى تحتك هكذا؟ يعني أسفل منها. مرة يقول (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24)) مرة يقول (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا (24)) ؟ تحت تحتمل القريب والبعيد. الولد أقرب من الماء هي ليست على الماء، الولد أقرب والنهر بعيد إلى حد معين. *اللغة تحتمل. هل وجود السري تحتها يجعلها لا تحزن؟ أياً كان هذا السري النهر أو سيدنا عيسى كرجل سيد في قومه؟ فرق بين واحد سري رفيع الشأن وبين واحد همل. * إذا كان الوليد عيسى هو الذي ناداها فيقولون هو الذي دلها أن تأكل من الرطب وقد أثبت العلم أن الرطب هو الذي سهل عملية الوضع فإذا كان هو الذي ناداها من تحتها فما علاقة الرطب بالوضع؟ وهل هو الذي قال لها هزي إليك بجذع النخلة؟ لماذا لا، طالما تكلّم، هو كلّم قومه وقال لها (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) مريم) وأشارت إليه فقال (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)) الذي يقول هذا ألا يقول هذا؟! الذي يقول ذاك يقول هذا. الذي يتكلم هذا الكلام ألا يقول غيره؟ ويقال أن التمر تحتاجه النفساء. *وقوله تعالى (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18))؟ هذه قبل، هذه عندما ذهبت تغتسل، هذه غير. *إذن ﴿من تحتها﴾ يعني من تحت الأكمه وأنت تميل إلى أنه سيدنا عيسى. قسم ذهب إلى أنه سيدنا جبريل وقسم ذهب إلى أنه سيدنا عيسى. ﴿قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ قسم يقول السري هو النهر بدليل (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا (26)) *فكلي من التمر واشربي من النهر؟ وقسم يقول السري هو الشخص السيّد، سراة القوم. *لكن قد يكون معنى النهر أقوى؟

ﵟ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﵞ سورة مريم - 24


Icon