الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية * آخر آية في سورة الفرقان (قُلْ مَا يَعْبَأُ...

برنامج لمسات بيانية * آخر آية في سورة الفرقان (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)) هل يمكن شرح هذه الاية ولو بشكل مختصر؟(د.فاضل السامرائى) ﴿مَا يَعْبَأُ بِكُمْ﴾ يعني لا يعتد بكم، لا وزن له. ما هذه ﴿ما﴾ هل هي نافية أو هي استفهامية ﴿مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾؟ تحتمل كلاهما، لو قال لا يعبأ تحدد النفي، لو قال ما يعبأ بكم ممكن، لا يهتم بكم، لا وزن لكم. ما يعبأ بكم لولا دعاؤكم؟ سؤال، لماذا يعتد بكم؟ *هي نفي أم سؤال؟ ليست هنالك قرينة سياقية تعين معنى محدداً؟ لا. كلاهما. لماذا يعبأ بكم؟ لولا دعاؤكم لماذا يعتد بكم؟. *معنى الآية أن الله سبحانه وتعالى لا يهتم بنا إلا بسبب الدعاء؟ ﴿مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾ الدعاء قد يكون بمعنى العبادة بمعنى التضرع والسؤال في اللغة (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر) تحتمل. لولا تضرعكم ما يعبأ بكم. ﴿فَقَدْ كَذَّبْتُمْ﴾ هذا بيان لحال الكَفَرة لأنه لو لاحظنا أنه قبل هذه الآيات في عباد الرحمن (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (63)) قبلها قالوا (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60) الفرقان) إلتفت لهم فقال ﴿فَقَدْ كَذَّبْتُمْ﴾ هذا خاص بالكفرة. *﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾ هذه للمؤمنين عامة؟ عامة. ﴿فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾ العذاب لولا هذ الأمر كان سيكون حتماً عليكم. * (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)) ما تفسير قوله تعالى ﴿فقد كذبتم﴾؟ (د.فاضل السامرائى) الآية الكريمة قوله تعالى (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)) ما يعبأ بكم ربي أي لا يعتدّ بكم لولا أنكم تتضرعون إليه وتدعونه فهو لا يعبأ بكم ولا يعتد بكم ﴿ما﴾ هنا تحتمل أن تكون استفهامية وتحتمل أن تكون نافية بمعنى لا إذا كانت نافية وإذا كانت استفهامية ما يعبأ بكم والاستفهام هنا ليس غرضه الاستفهام وإنما تهويل الأمر وأنهم لولا الدعاء فليسوا بشيء وليسوا بتلك المنزلة. حتى قسم قال الدعاء معناه العبادة (الدعاء مخ العبادة) (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر) فالدعاء هو التضرع وهو أشهر شيء فيها وهو مخ العبادة (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة) لا يعتد بنا ربنا لولا تضرعنا إليه والله تعالى غضب وعاقب أناس لأنهم لم يتضرعوا وأخذهم بالباساء والضراء لعلهم يتضرعون (فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) الأنعام) التضرع الدعاء بتذلل. فربنا سبحانه وتعالى يريد من عباده أن يعبدوه ويتضرعوا إليه ويدعوه، ولولا دعاؤنا ربنا لا يعتد بنا. ﴿فقد كذبتم﴾ وإن كان الخطاب عام لكن هنا للكفرة ﴿فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾ يكون العقاب لازماً عليكم لو لم تفعلوا هذا سوف يكون العذاب ثابتاً وحقاً عليكم.

ﵟ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﵞ سورة الفرقان - 77


Icon