الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية * (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ...

برنامج لمسات بيانية * (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ (6) القمر) (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (41) ق) ما الفرق بين المنادي والداعي؟(د.فاضل السامرائى) النداء هو رفع الصوت في اللغة عموماً حتى لما تقرأ تعريف المنادى. الدعاء قد يكون بالرفع والخفض، تقول دعوت الله في نفسي، الدعاء يكون برفع الصوت أو خفضه أما النداء بالرفع. أصلاً الدعاء فيه طلب الفعل (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) الدخان) يدعون يعني يطلبون، يدعو يعني يطلب، دعوت الله بكذا. أصل الدعاء فيه طلب، يدعو إلى كذا هناك شيء يدعو إليه. أما المنادى فليس بالضرورة وإنما هو رفع الصوت. الآيتان (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ﴿٤١﴾ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ﴿٤٢﴾ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ ﴿٤٣﴾ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ﴿٤٤﴾ ق) (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ (6) القمر) يدعو إلى شيء لم يقل هناك ينادي إلى شيء، (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7) مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) القمر) ﴿مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ﴾ مسرعين إليه، في الأولى لم يقل يسرعون إليه ﴿يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا﴾ ناداهم فخرجوا. الثانية يدعوهم إلى شيء فيسرعون إليه ﴿مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ﴾ يعني يسرعون إليه، فدعاهم إلى شيء (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ (125) النحل) الدعوة إلى شيء. ولذلك ناداهم أولاً ثم دعاهم واللطيفة أن ق قبل القمر في المصحف فبدأ بـ ق بالنداء، بعد أن ناداهم دعاهم، بعد أن خرجوا من الأجداث دعاهم ولذلك قال فقط ﴿يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ﴾ لم يقل ذهبوا إلى شيء. أما هناك دعاهم فذهبوا ﴿مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ﴾ ناداهم فخرجوا ثم دعاهم فذهبوا.

ﵟ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ۘ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُكُرٍ ﵞ سورة القمر - 6


Icon