الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية فى معظم القرآن يجمع (هدى) مع (على) (أُوْلَـئِكَ...

برنامج لمسات بيانية فى معظم القرآن يجمع ﴿هدى﴾ مع ﴿على﴾ (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة) أما مع الضلال فيذكر ﴿في﴾ فما دلالة هذا؟ دائماً ﴿على﴾ تأتي مع الهدى و﴿في﴾ تأتي مع الضلال فما اللمسة البيانية في هذا؟ (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) سبأ) (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) التوبة). ﴿على﴾ مقصود بها الاستعلاء، و ﴿في﴾ للظرفية. ﴿على الهدى﴾ يعني متمكن مبصر لما حوله، في الطريق متثبت، ثابت عليه، ﴿في﴾ معناه ساقط فيه، لما يقول (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس) أي ساقطون ﴿فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾ (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ (71) طه) يثبتهم فيها يجعلها قبوراً لهم. ﴿في﴾ تفيد الظرفية في الأصل لما يقول (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس) ﴿فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾ يعني ساقطين في اللجة، ساقطين فيها والساقط في الشيء ليس كالمستعلي، ولذلك هو يستعمل ﴿في﴾ مع الريب والشك والطغيان والضلال. * لكن هذه الأحرف قد يتعاور بعضها مكان البعض؟ قسم يذهب إلى أنه يتعاور وقسم يقول قد تكون للتضمين أحياناً . * ما معنى التضمين؟ تضمن فعل معنى فعل آخر يصل بهذا الحرف فيكون له معنيان مثل (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) النور) ما قال يخالفون أمره معناها يبتعدون ينحرفون فحذرنا من الابتعاد وليس المخالفة كلها، يخالفون هنا ضمّنها معنى فعل ثاني يبتعدون، لو قال يخالفون أمرنا يعني يخالفونه كله. هو حذرنا من الابتعاد فقط وليس من المخالفة. إذا خالفها كلها، هذا أمر فظيع! هو حذرنا من مجرد الابتعاد. مسألة التضمين فيها رسالة، التضمين في القرآن له رسالة.

ﵟ أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﵞ سورة البقرة - 5


Icon