الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية * لماذا وردت كلمة (وَاسْجُدِي) التي وردت لمريم...

برنامج لمسات بيانية * لماذا وردت كلمة ﴿وَاسْجُدِي﴾ التي وردت لمريم مرة واحدة في القرآن؟ (د.فاضل السامرائى ) لم تتكرر لأنه لو خاطب أيّ أنثى أخرى وأمرها بالسجود لقال اسجدي وهناك كلمات عديدة لم تتكرر في القرآن مثل الصمد والنفاثات والفلق وغاسق ووقب وضيزى ولو اقتضى الأمر لكررها. *ما دلالة تقديم السجود على الركوع في الخطاب لمريم؟ (د.فاضل السامرائى) الأحكام تُذكر عموماً للإناث والذكور إلا إذا كان الحكم خاصاً بالنساء مثل قوله تعالى مخاطباً مريم في سورة آل عمران (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ {43}) وفي تأخير الركوع هنا دلالة مع أنه يأتي قبل السجود في الصلاة وهذا لأنه تعالى جاء بالكثرة قبل القِلّة لأن في كل ركعة سجدتين وركوع واحد لذ قدّم السجود على الركوع في الآية. وفي الأحكام على المرأة الإقتداء بالرجال مع التخفّي. * ما اللمسة البيانية في ترتيب القنوت والركوع والسجود في الآية (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) آل عمران)؟ (د.فاضل السامرائى) أما اللمسة البيانية في الآية ﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ هذه كلها لم تتكرر لأنه لم يخاطب بها أنثى لكن هذه الآية متدرجة من الكثرة إلى القلة، اقنتي عموم العبادة في الأصل، قنت أي عبد وخضع (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا (9) الزمر)، واسجدي أقل من القنوت واركعي أقل لأن السجود أكثر من الركوع ولكل ركعة سجدتان وهناك سجود ليس في الصلاة كسجود السهو والتلاوة والشكر فالسجود أكثر من الركوع. لماذا التدرج من الكثرة إلى القلة؟ في آية أخرى تدرج من القلة إلى الكثرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) الحج). في الآية قال واركعي مع الراكعين والراكعين مذكّر وصلاة المرأة في بيتها أكثر، لمّا قال مع الراكعين (مع الرجال في المساجد) مفضولة ولو صلّت في بيتها لكان أفضل. لما قال مع الراكعين أخّرها وقدّم ما هو أفضل. الرسول  قال لا تمنعوا النساء مساجد الله لكن صلاتها في البيت أفضل. في آية أخرى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ بدأ من القلة إلى الكثرة وهذا بحسب ما يقتضيه السياق. * لماذا لم يقل اسجدي مع الساجدين كما قال اركعي مع الراكعين؟ وإذا كانت الواو لا تفيد الترتيب والتعقيب لماذا لم يأتي بها على ترتيبها في الصلاة اركعي مع الراكعين واسجدي مع الساجدين؟(د.فاضل السامرائى) السجود هو أفضل ركن في الصلاة (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) أفضل شيء هو السجود. أولاً بدأ بما هو أهم لكن لماذا؟ قال ﴿وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ قسم ذهب إلى أن صلاة المرأة في بيتها أفضل مع الجماعة حتى قسم كره أن تصلي مع الجماعة وهي شابة. تصلي في بيتها أفضل، في قعر دارها أفضل بالنسبة للمرأة الصلاة في البيت أفضل من المسجد. لما قال ﴿وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ بدأ بما هوأقل من السجود منزلة وهو الركوع ما قال مع الساجدين. فلما قال اركعي مع الراكعين جعلها مرتبة متأخرة، السجود أفضل فقدم الفضلى كونه لم يقل مع الساجدين، لما قال مع الراكعين أخّرها لأن حقها التأخير، لما قال مع الراكعين قدّم ما هو أفضل. *ما دلالة جمع المذكر فى قوله تعالى (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) آل عمران)؟ ﴿ورتل القرآن ترتيلاً﴾ إن المخاطَب بهذا الأمر هو مريم وكان حريّاً أن تخاطبها الملائكة بقولهم: واركعي مع الراكعات ولا يخفى أن في ذلك إشارة واضحة إلى فضل السيدة مريم عليها السلام بالإذن لها بالصلاة مع الجماعة وهذه خصوصية لها من بين نساء بني إسرائيل إظهاراً لمعنى ارتفاعها عن النساء وهذا هو السر في مجيء ﴿الراكعين﴾ بصيغة المذكر لا المؤنث.

ﵟ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﵞ سورة آل عمران - 43


Icon