الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية آية (33) : * قال (قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ...

برنامج لمسات بيانية آية (33) : * قال (قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33)) في قوله ﴿إنما﴾ لماذا هذه الصيغة تحديداً؟ هذه أداة حصر، يعني هذا الأمر ليس إلي ولا إلى أحد، الأمر الذي أعدكم به لا يستطيع بشر أن يفعله إنما أمره إلى الله حصراً هو الذي يأتيكم به إن شاء فالأمر بيد الله حصراً ليس بيد أحد آخر، لا يستطيع أحد من البشر أن يفعله، لا أستطيع أنا ولا غيري. قال (قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33)) ولم يقل يأتي به ، هم أرادوا لأنفسهم ﴿فَأْتَنِا﴾ فقال (إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ) * خارج الآية الكريمة هل هناك فرق بين يأتي به ويأتيكم به؟ يأتي بالشيء، يأتيكم أنتم لكن ما هو الشيء؟ هو يأتيكم بشيء بناء على طلبكم له. * لِمَ قدّم الجار والجرور على لفظ الجلالة (إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ) وما قال يأتيكم الله به؟ أكثر من سبب، الكلام عن العذاب الذي سيأتي هم يستجلبون العذاب لأنهم لا يصدقون به. * ﴿تعدنا﴾ من الوعيد أم من الوعد؟ بالنسبة لما وعدهم. الكلام عن العذاب. لكن هناك أمر آخر غير هذه المسألة معنى هذا التعبير (إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ) يعني ما يأتيكم به إلا الله. لو قال (يأتيكم الله به) المعنى أنه لا يأتيكم الله إلا به، هذا لا يصح. (إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ) يعني لا يأتيكم إلا به إلا الله ، قصر هذا الأمر على الفاعل. وإنما (يأتيكم الله به) لا يأتيكم إلا به فقط، لا يأتي بغيره، هذا لا يصح أصلاً، قصر صفة على موصوف وقصر موصوف على صفة، هذا معروف في اللغة، المعنى يتغير. ما محمد إلا شاعر، ما شاعر إلا محمد. ما محمد إلا شاعر يعني محمد لا يجيد أي صنعة إلا الشعر. وما شاعر إلا محمد يعني ليس هناك شاعر غير محمد. يختلف اختلافاً كبيراً، المعنى أصلاً لا يصح . * إذن مَنْ بضاعته قليلة في البلاغة والبيان ما فهم القرآن الكريم؟ قطعاً. قد يفهم الإطار العام ، لا يتذوقه ، قد يكون من باب الاستشعار النفسي والخشوع ممكن، قد يكون شخص عامي يخشع له قلبه كثيراً لكن من الناحية المعنوية والبلاغية قطعاً لا. * هذه مفتاح لفهم آي القرآن الكريم؟ طبعاً. * ﴿وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ﴾ لماذا اختار الإسم هنا؟ ما أنتم بمعجزين الإسم دال على الثبات والدوام يعني أنتم على وجه الثبات والدوام ما أنتم بمعجزين وليس أنتم لا تعجزون، على طول الزمن، هذه صفتكم أنتم لست معجزين اصلاً، لا تستطيعون أن تهربوا ولا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً للدلالة على ضعفهم وعجزهم. ثم أكدها بالباء ﴿وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ﴾ ليس فقط هذا وإنما جعله عاماً يعني لا تعجزونه في كل شيء لا في مكان ولا في زمان.

ﵟ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﵞ سورة هود - 33


Icon